من السبت إلى السبت…الأمم المتحدة وغياب العدالة الدولية..

لم تكن اليمن تتوقع وهي أحد المساهمين في إنشاء الجامعة العربية أنها ستواجه الجامعة وتقف ضدها وأن توافق الجامعة على العدوان السعودي الأميركي ضد أبناء اليمن بالإضافه إلى موافقة من قبل الأمم المتحدة كأداة تفاهم دولي من أجل السلام ولكن الهيمنة العليا على الأمم المتحدة سواء بشل قدراتها على التحرك أو الهيمنة على القرارات التي تتخذها دائما عن طريق الأغنياء سواء دول أو أشخاص يسيطرون على كيان الأمم المتحدة كما أنهم لا يقدمون لها ما تحتاجه من اعتمادات للتطوير ويعتمد مجلس الأمن على أساس ثاني أو فردي باستخدام ذلك الحق الباطل ما يسمى بالفيتو لرفض ما تتوصل إليه أغلبية بني الإنسان في المنظمة..
وهذه الهيمنة في بعض العقول هي من آثار الحرب العالمية الثانية وهي محتاجة لأن تغادر مسرح التاريخ البشري طواعية واختيارا إذا كنا جميعا حريصين على أن نصون هذا الارتباط الطوعي العالمي الذي نأمل في استمراره وديمومته للسلام وازدهارا لحياة العالم أجمع وإلا فإن الشك يظل ينخر كالسوس في ضمائرنا بدون استمرار الأمم المتحدة على النحو الذي هي عليه الآن وسيضطر الجميع للبحث على أساليب جديدة وصيغ جديدة يتعاملون من خلالها لحل مشاكلهم كما يفعل الأقطاب النوويون أن البشرية اليوم محتاجة لإقرار مفاهيم جديدة للمساواة والعدالة الدولية اللغة التي تستخدم حتى اليوم ما زالت معانيها مرتبطة بالصيغ الدولية.. وإذا كانت الأمم المتحدة قد شيدت بعد أن دمرت هيروشيما ونجازاكي فإن المجتمع الدولي اليوم محتاج لأن يطمئن فعلا بأن التعامل فيما بينه ليس أساسه قوة الرعب وإنما صداقة المحبة والسلام وإذا كانت اليمن قد تعرضت لعدوان بشع جدا قضى على الأخضر واليابس وطوال خمسة أشهر ليلا ونهارا وعلى مدى الساعة وبقنابل وصواريخ محرمة دوليا فكيف لنا أن نستطيع أن نرفع صوت الحق والعدل وإزالة الظلم الغاشم إذا كانت الأمم المتحدة لا تحرك ساكنا وإلا لما تعاقبنا على الدعوات المتكررة من أجل إشاعة العدالة والحق بين ربوعنا وكأننا هنا لا نملك سمعا ولا وعيا لما يقال والتجربة أن استمرار المأساة الفلسطينية التي كان للأمم المتحدة التي تحرص على استمرارها دور معلوم في ولادتها ولكنها تثير فينا التساؤلات الرهيبة عن انسانيتنا لأن التعامي والتساهل والعبور فوق ما يتلقاه هذا الشعب من تضييع لحقوقه وبإصرار يرعب تصورنا لدلالة كلمة العدالة الدولية..
شعر
قل للقوي إذا طالت أظافره
في الناس إن دوام الحال لم يدم
يبدل الله أحوال العباد فهل
نبئت عن سحقه (عادا وعن إرم)
وللشعوب حقوق في مواطنها
إن لم تنلها فلن تبخل بسفك دم
فناصروا كل مظلوم أضر به
ظلم القوي وراعوا حرمة الذمم
قد نص ميثاقها أن لا ممالأة
ولا انحيازا لذي ظلم وذي جرم
فحولتها سياسات القوي إلى
من ليس يعبأ بالأخلاق والقيم

قد يعجبك ايضا