وماذا تنتظرون بعد¿¿¿¿

* تتفاوت المصائب والكوارث ولعل أكبرها وأشدها وقعا على النفوس مصيبة الوطن بالطبع لا أقصد أن الوطن يجلب لنا المصائب والكوارث إنما هناك من يجلبون له المصائب والكوارث والمحن ويشعلون الفتن ويصنعون الأزمات لقد مررنا بمراحل زمنية خلال السنوات الأخيرة جعلت منا جذوع نخل خاوية وأوراقا خريفية متساقطة نستعيد ذكرياتنا مع وطن جميل كنا نعيش عليه بسلام ووئام واستقرار وراحة بال مقارنة بحالنا في وقتنا الراهن.
إذا ماذا جرى وماذا ¿¿¿
لم يحدث لنا الوطن أي شيء لم تتفجر جباله براكين ولم نتصلب بحممه الملتهبة ورماده البركاني ولم تفيض علينا مياه البحر الأحمر والبحر العربي ولم تسحقنا القشرة الأرضية بزلازل ولم تسقط علينا السماء حجارة من سجين إنما ما حدث أن أبناء الوطن الواحد يمن الإيمان والحكمة الذين وصفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (أرق قلوبا وألين أفئدة) خانوا وطنهم وطعنوه في الظهر وقابلوا إحسان الوطن إليهم بالجحود والعصيان, حاول الوطن تطويرنا بشتى الوسائل وحاول أن يجعلنا شعبا متحضرا وواعيا ومتعلما ولكننا رفضنا ذلك, جمعنا الوطن في بيت واحد بعد أن كنا نعيش في بيتين وتحققت وحدة الأرض والإنسان ولكن هناك من يرفضون ذلك, مع الأسف الشديد فقد الكثيرون إنسانيتهم وتخلوا عن مبادئهم وأخلاقهم وغلبهم الطمع والجشع ملأوا البطون والخزائن وامتلكوا القصور من ثروات وخيرات الوطن ولكنهم لم يقتنعوا وإنما عملوا على إحراق وإفساد كل شيء جميل, ما يبكي الشجر والحجر حال أبناء الوطن الواحد كيف اختلفوا وتفرقوا تحت مسمى سياسة لم يفهموها وحزبية وديمقراطية لم يمارسوها بشكلها السليم إنما اتخذوها سبيلا وطريقا للعنف والفوضى حتى الدين أقحموه في قذارتهم وجعلوا منه سلم صعود وخدعوا الناس باسم الدين حتى الدين الذي فرضه الله علينا وجعله نعمة حولوه إلى نقمة وفرقوا الناس باسم الدين الحديث يطول عن كل ذلك ولكننا اليوم نجد الملايين من أبناء الوطن الواحد تفرقوا واختلفوا تحت مسميات الحزبية والمناطقية والطائفية والمذهبية وتطور الصراع والاختلاف من مجرد كلام إلى مواجهات دموية وحروب أهلية وتفجير المساجد والمصلين, وصلنا لمرحلة صار فيها اليمني يقتل أخاه لا يدري لماذا ¿ونتيجة كل ذلك نواجه تحديات ومؤامرات خارجية بسبب تفرقنا واختلافنا وجدوا لهم آيادي داخل الوطن تساعدهم على تحقيق أهدافهم العدوانية وما العدوان السعودي على اليمن إلا دليل على ذلك لم يكتفوا بالقصف الجوي إنما أشعلوا الفتنة والمواجهات الدموية على الأرض فماذا يحدث في عدن وتعز وغيرها لقد وصلنا لمرحلة قاسية وحرجة نكاد فيها أن نفقد وطننا هكذا بكل سهولة حتى المواطن البسيط والغلبان الذي لاعلاقة له بالسياسة أقحموه في معركة أشد ضراوة وهي معركة البقاء والحصول على لقمة العيش أزمات تلو الأزمات ومعاناة مستمرة ومع كل ذلك فالحال يسير إلى الأسوأ لقد خيم علينا اليأس وفقدنا الأمل في تحسين الأوضاع ووقف نزيف الدم وعودة المياه إلى مجاريها لنجد الكثيرين ممن تورطوا وتسببوا في حدوث كل ذلك ابتداء بالخروج إلى الشوارع والمطالبة بإسقاط النظام وتكوين الدولة المدنية الحديثة ولا ندري هل كنا نعيش بلا دولة وها نحن اليوم نعيش بلا دولة وبلا نظام وبلا قانون أخطاء فادحة ارتكبها من عبثوا بالوطن وفي النهاية تركوا الوطن يحترق ونفذوا بجلودهم ليرتموا في أحضان دولة تمارس العدوان على هذا الوطن.
نعيش هكذا وببركة من الله والذي بيده كل خير ونسأله تعالى أن يحفظ ما تبقى من هذا الوطن.

قد يعجبك ايضا