لماذا عدن¿

أربعة أشهر انقضت من العدوان استخدم فيها المعتدون كل الوسائل والاساليب والاسلحة المتطورة والمحرمة دوليا في حربهم على اليمن, باءت كلها بالفشل والخسران المبين – خسروا رهانهم في اخضاع اليمن لإرادتهم وخسروا إنسانيتهم وأخلاقهم حين لم يتورعوا عن ارتكاب الجرائم البشعة التي تدينها الشرائع السماوية والقوانين الانسانية والدولية, وخسروا رجولتهم حين لم يقاتلوا بشرف.
  في المقابل اثبت الشعب اليمني وقواه الوطنية أنه عصي وممتنع وليس من السهل هزيمته مهما كان فارق التسليح الذي يأتي في صالح خصومهم, اثبت انه شعب المهام الصعبة صاحب  الارادة القوية, شعب الايمان الراسخ الذي لا تثنيه التهديدات ولا تفت في عضده التضحيات.
 في الاسابيع الاخيرة وفي محاولة مستميته واخيرة ألقى العدوان بكل ثقله في الحرب المباشرة مستخدما كل الاوراق التي يمتلكها بغية تحقيق أي إنجاز بعد ان فشلت كل محاولاته الماضية في تسجيل أي اختراق أو إنجاز لما اعلنه من اهداف حملته الظالمة على اليمن وعلى كل المستويات, فحشد الحشود واشترى العملاء وجلب المرتزقة من كل العالم ودفع المليارات لشراء مواقف الدول والمنظمات وعقد الصفقات تلو الصفقات للسلاح, دون جدوى.
حرك عملاءه في الداخل وأنزل مرتزقته وسلحهم بأحدث ما انتجته مصانع التسليح الغربية والشرقية, ودفع ببعض افراده وضباطه إلى ساحة المعركة, بعد أن اختار الميدان الذي ظنه مناسبا لتسجيل نصر عسكري يتباهى به ويغطي به على فشل حملته العسكرية في اليمن فكانت عدن هي التي وقع عليها الاختيار.
فكيف استقبلتهم عدن ومحيطها¿ .. لم تستقبلهم بالورود والزغاريد كما كانوا يتصورون .. بل ها هم اهلها يعلنون وبصراحة عن عدم رضاهم على تواجد هذه القوات مبدين تخوفهم مما قد يجلبه عليهم هذا التواجد من محن ومصائب مبدين شكوكهم في ما اعلنه حلف الشيطان من اهداف لحملته.
ومع كل ساعة يزداد يقينهم بأن ما اعلن لا يعبر عن ما يراد لمدينتهم ولمستقبلهم وأن وراء ذلك مشروعا شبيها بمشاريعهم التي ينفذونها في أرض سوريا والعراق وليبيا وإن كان ظاهر حملتهم الرحمة فإن باطنها العذاب.
وما ظهور جماعات العنف في الساعات الاولى لنزولهم في مدينة عدن إلا البداية, لما يراد لهم من اقتتال وتناحر تحت مسميات عديدة – مناطقية – شطرية- مذهبية وغيرها, أو أن تكون مدينتهم منطلقا لحروب طويلة الأمد مع إخوانهم الشماليين ومركزا لتجهيز وتدريبا وانطلاقا لجماعات القتل والتخريب في بلدان عديدة على اقل تقدير.

قد يعجبك ايضا