لحظة يا زمن…سودة
يعود صاحبي من القرية بعد أن قفى أيام قلائل في القرية عاد إلى المدينة وحين لامست أقدامه سطح الإسفلت عابرا من الرصيف إلى الرصيف المقابل .
رفع وجهه إلى الأعلى قليلا ونظر إلى الجدران ولافتات المحلات وأكتسى الوجه بملامح غرابة ..كأن العيون تبحث عن شيء ما لتثيره وتحرك في مشاعره نوعا من الجدة ..أو أي شيء جديد طرأ ربما خلال غيبته القصيرة .
فتش بعيون ..مبهررة ..هنا وهناك لم يجد شيئا وعاد يسير على الرصيف وينظر ببلاهة إلى السيارات العابرة .
وتداعت إلى ذهنه ..بعض جمل لفرنا ندوا بيسوا “شاعر برتقالي :
تقول هذه الجمل :
بعد النهار يأتي الليل بعد الليل يأتي النهار وبعد الحنين .. يأتي الحنين “وعاد ليحدث نفسه ..تلك هي الحياة ..!
مابين قديم ينطوي ..وجديد يحدث ..وطارئ وعابر يعبران في المكان والأزمنة هي الحياة والبشر ..والمدن والقرى والناس ..وتتابع الليل والنهار .
ربما أصاب ذلك الشاعر البرتقالي بحساسيته الإنسانية ..ولامس وترا في أعماق صاحبي ..وهو مبهرر العيون يفتش عن شيء مجهول ..لا يأتي ..ما عدى الحنين ..وهو ينبعث في حالات نادرة الذي يتجدد في النفس ..ويداوم الحضور الحنين … ذلك الشعور المبهم الغامض الذي يلامس النفس .. فتدفع الحواس إلى التساؤل فجأة .. حين الوصول وحين السفر وحين العودة ذهاب .. وإياب وزمن يدوم بعد النهار يأتي الليل بعد الليل يأتي النهار وبعد الحنين .. يأتي الحنين