العدوان .. رأس فارغة سيطاح بها!!
بعد جهد جهيد وبذل غير زهيد استطاع العدوان أخيرا أن يؤمن بصعوبة بل استحالة غزو اليمن واحتلاله من خارجه أيا كانت تلك القوة التي تريد ذلك .. ولم يستفد هذا العدوان الآخرة من التاريخ وتجاربه وشهاداته حول ذلك إلا بعد أن جربه بنفسه ووجد نفسه أمام حقيقة تلك المقولة أو الشهامة التي تناقلتها الحقب .. والتي قادت بدورها إلى إطلاق المقولة الشهيرة “اليم مقبرة الغزاة”.
لقد تعامل العدوان الضال مع هذه الحقيقة باستهتار غبي ولا مبالاة استعلائية سيئة ما كلفه كثيرا من الخسائر منها المادي الذي تؤكد معظم التقارير والدراسات أنه أحدث اهتزازا ملحوظا بل قويا في البنية الاقتصادية للملكة السعودية رغم ما يتميز به من غنى كبير وثراء فاحش ومنها المعنوي والسياسي سواء في المنطقة .. أو في العالم بأسره فصيت السعودية مثلا بعد هذا العدوان ليس هو ذاته صيتها قبله .. فقد خسرت وما تزال مملكة الصبية تتهاوى في سلم الخسارات المعنوية والسياسية وتتعمق أكثر وأكثر من يوم لآخر في ظلمات الفشل والانحطاط!!
نعم آمن العدوان المتكبر بمتانة أسوار اليمن وصعوبة واستحالة اختراق تلك الأسوار من خارجها فلجأ مضطرا على محاولات فكفكة وحلحلة هذا البلد من داخله مستخدما ما يعتقد أنه أكثر الوسائل نجاعة وتأثيرا وهو المال الذي بعثره وما يزال يبعثره لضعفاء النفوس في الداخل مؤمنا بأنه بإمكانه بهذه الوسيلة البديلة أن يواصل أو يعيد محاولة إخضاع بلد عرف بأنه صعب المراس وعصي المنازلة وأيضا لم يستفد هذا المعتدي من شواهد وعبر التاريخ ولم يتفكر ويتدبر في تلك الحقائق والمقولات التي لم يكن لها أن تتناقل أو حتى توجد لو أن بها ذرة شك أو مخالفة للواقع .. ولم يلتزم وصايا أسلافه حرفيا معتقدا أن ما لديه من مال وجاه وقوة كل ذلك كفيل بإخضاع وتركيع اليمنيين!! وأنى له أن يدرك ما يمكنه في تلك الوصايا والمقولات والحقائق من معان جوهرية ومغاز فطنة وقد قبض ألوية قيادية صبية خاربة عقولهم ركيكة مداركهم قصيرة رؤاهم لا ينظرون إلا لما بين أقدامهم لا أكثر!!
أدرك العدوان ذلك وأبعد منه .. ولكنه كان إدراكا متأخرا جدا من ناحية كما هو إدراك ناقص ما تزال تمتطيه عنجهية البداوة وآفة التكبر والغطرسة ما سيؤدي به وبلاشك وحسب تقدير وتقييم المراقبين والخبراء خارج وداخل الوطن العربي إلى تلقي المزيد من الخسارات الفادحة التي سيكون من الصعوبة بمكان تعويضها أو إصلاح نتائجها وآثارها اعتمد هؤلاء الصبية على ما بحوزتهم من مال وجاه وقوة ونفوذ وركنوا إلى بساطة اليمن كقدرات وممتلكات وتسليح فخاضوا هذه الحرب الظالمة وهاهم ما يزالون يفتحون في وجوه جيرانهم نيرانها ولم يستطيعوا أن يدركوا أنها حرب خاسرة بكل معنى الخسارة ونتائجها لن تكون إلا وبالا ذميما ونكالا فاحشا ليس في مملكتهم المالية والامتلاكية وحسب وإنما أبشع من ذلك بكثير جدا ستكون بداية الخسارات أفدح من المال خسارات في السلطة التي أخذتهم وتأخذهم العزة فآمنوا وما يزالون يؤمنون أنها حق حصري لعائلتهم التي شاخت كثيرا وتدهورت أحوالها ولم تعد قادرة على تحمل مثل هذه الحماقات التي يمارسها هؤلاء الصبية الذين يوصفون وسيوصفون قريبا كأغبى جيل سعودي اشتغل في السياسة وشؤونها.
أخيرا .. فإن مؤشرات الحال والحدث تؤكد وبتتابع تأكيدها هذا الشأن وأن حماقة هؤلاء الصبية الذين كان من المفترض أن تكون السياسة أبعد ما يمكن أن يشتغلوا عليه.
ستكلفهم أكثر مما يعتقدون وأبعد عن خساراتهم السطحية السامجة .. فالسياسة ليست مجرد لعبة “بلاستيشن” يحاولون المكابرة فيها للفوز بها “ولو معنويا” والحرب والقتل والتدمير ليس مرابحة قمارية في ملهى .. السياسة والحرب والعدوان أكثر من ذلك بكثير ومن يقف وراءهم وإلى جوارهم وهم يرتبكون هذه الحماقة يدرك ذلك بقوة وجلاء غير أنه مستمتع غاية المتعة وهو يجني أرباحه ويحقق مشروعاته وأهدافه الاتسراتيجية بعيدة المدى في آن واحد!!
إنها فعلا الحماقة المفرطة تمتطي تلك الرؤوس الفارغة لتحتل المزيد من مساحاتها ثم لتطيح بها من علوها الوهمي الذي تحتله الآن!!