أكذوبة الأمن القومي العربي !!

أدلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتصريح مثير للدهشة والابتذال السياسي أثناء حضور ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حفل تخرج الدفع العسكرية المصرية واصف? مصر والسعودية بأنهما “أساس الأمن القومي العربي وجناحاه” ليس على مستوى الشعبين وإنما كافة المنطقة وأنهما سيظلان في مواجهة التحديات “زغردي ياتفيدة” وعلى حد قول المرحوم أنور السادات للقذافي خذ نفس.
التصريح مثل صدمة كبيرة للمواطن المصري وزلزالا للمواطن العربي وسقوطا أخلاقيا لسيادة الرئيس “القدوة ” وصورة من صور التضليل والتطبيل والمراوغة والابتزاز والمجاملة الخارجة عن العقل والمنطق بعد أن أضحى البيت العربي أكثر تصدعا وصارت شبابيكه ونوافذه وأبوابة وغرفه آيلة للسقوط . وسرعان ما اقتنصت وسائل الإعلام السعودية تصريح سيادته بسرعة البرق لتوثيق لحظة تاريخية ” مزورة” انتظرها طويلا حكام “الرياض” كانوا في أمس الحاجة لمجرد “مجاملة” أو تصريح تعتقد أنه ينزع عنها تهمة “التآمر” على الأمن القومي العربي وتغذية الجماعات المتطرفة وبؤر الإرهاب التي أسقطت العديد من الأنظمة وأدخلت المنطقة العربية في الجحيم كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.
ويستغرب المواطن العربي حالة “النفاق” السياسي وإلى أي مدى سيواصل القادة والقدوة مسلسل الابتذال واللهث وراء الملذات المشبوهة وصناعة التدليس وتزييف الوعي والاستخفاف بالشعوب العربية وحالة انبطاح الكبار للجيل الجديد من “مراهقي” الرياض والدوحة وغيرهم.
ومازال الحديث عن مصر بلد المتناقضات فإن المشير السيسي بتصريحه جسد مشهدا من مشاهد “رامز واكل جو” وصورة من مقالب “غوار الطوشه” التي أضحكت وأبكت الملايين من الخليج إلى المخيط خلال دقائق ومع أن شر البلية ما يضحك إلا أن ولاة الأمر يتقنون حالات “التكيف” دون خجل كالحرباء ويضحون بالقيم النبيلة في سبيل تحقيق المصالح المشبوهه التي تزيد من ضرب ما تبقى من البيت العربي الذي يئن من المجازر والقتل والدمار والتشريد والحصار والجوع والعطش لا بمعاول “إسرائيل” وإنما بمؤامرات حكام الرياض والدوحة واسطنبول وغيرها وما تهميش وتغييب الدور الرائد لمصر الكنانة وإثارة القلاقل ومحاولة احتوائها والسيطرة عليها وأساليب الترهيب والترغيب والمشاريع والاستثمارات والضغوط وشراء الذمم إلا محاولة أخيرة لتركيعها عن طريق الطمع وتشويه سمعتها لدى الأمة العربية والتسويق لفقدان الثقة فيها وقادتها والانغماس في مشاريع التآمر ومن ثم الإجهاز عليها بعد تورطها وارتفاع ” ترمومتر” العداء والحقد والكراهية والغضب الشعبي والعربي نتيجة للالتفاف على القيم الفاضلة والمجاملات الزائفة وعدم الشعور بالمسؤولية.
وباستقراء الواقع السياسي فإن زيارة ولي ولي العهد السعودي تأتي في إطار تفعيل العلاقات وامتصاص غضب النظام المصري الذي تعرض لحملة شرسة في وسائل الإعلام السعودية على خلفية مقابلة أجرتها جريدة لبنانية مع الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل انتقد فيها حكام الرياض بصورة متزنة وعقلانية ووصف فيها رعونة وحماقة النظام السعودي وعدوانه على اليمن والذي قال عنه إنه نظام غير قابل للبقاء كما كانت الزيارة لوقف الحملات الإعلامية ومحاولة التأثير على الموقف المصري بإرسال قوات برية وبحرية لمشاركة العدوان السعودي والتورط في المستنقع اليمني عبر تقديم بعض المغريات المتمثلة في حل أزمة المشتقات النفطية والعديد من الاستثمارات في مجال الصناعة والاقتصاد والطاقة وتطوير قناة السويس والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية بعد فشلها الذريع في حسم المعركة مع اليمن والإحراج الكبير الذي وقعت فيه السعودية أمام المجتمع الدولي ومنظماته وفي طليعتها هيومن رايتس التي أدانتها بالإبادة لليمنيين في المخا وقبلها مناطق عطان ونقم وصعدة .
وأغرب ما في تصريح الرئيس السيسي هو مواجهة “التحديات” التي تمثل أكثر من علامة تعجب واستفهام غير بريئة خاصة وان صوت المواطن العربي يصرخ: قليل من الحياء و” كفى” تشدقا وتسويفا بالأمن القومي العربي .

قد يعجبك ايضا