الأمم المتحدة.. منظمة دولية أم عصابة دولية ¿!

لم يعد لدي أدنى شك بأن تلك المنظمة الدولية قد انزلقت للحضيض بعد أن باعت شرفها وتحولت عن مبادئها وباتت دمية تتحرك حسب أهواء ومصالح مراكز القوى الكبرى سيما أمريكا التي جعلت منها أضحوكة العالم فتلك المنظمة الملحدة لمبادئها وأعرافها وميثاقها قد غدت عصا بيد أمريكا تقرع بها من تشاء وتبتز من تريد خلافا لما أنشئت من أجله
ولا أرى بعد اليوم من حاجة للعالم وخاصة تلك الشعوب المستضعفة التي تتعرض للهوان والعدوان من غيرها من الدول ما عاد لها من حاجة للتعويل على تلك المنظمة خيرا بعد اليوم وما على شعوب وبلدان العالم المقهورة إلا أن تتجه للتحالفات والتكتلات الثنائية والجماعية بعيدا عن تلك المنظمة وغيرها التي تعمل فقط لصالح دول الاستكبار فتلك المنظمات والدول صارت أشبه بعصابة دولية تحرض وتدعم وتعمل فقط من أجل مصالحها على حساب الدول الفقيرة والمستضعفة  ومن متناقضات تلك المنظمة المضحكة أن عقد مجلس أمنها يوم الأربعاء الموافق 29/7/2015 مجلسة خاصة لإقرار إنشاء محكمة دولية تحقق في سقوط طائرة الركاب الماليزية التي سقطت في جنوب أوكرانيا في 28/12/2014 م وراح ضحيتها ( 162) راكبا وترغب أمريكا بشدة تلفيق تهمة إسقاطها لروسيا لغرض المساومة والابتزاز لا رغبة في إحقاق الحق وتعويض أسر الضحايا ومنع تكرار مثل تلك الحوادث ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم تقم الدنيا ولم تقعد على الطائرة اليمنية التي أسقطت في جزر القمر في نوفمبر 2012م وراح ضحيتها (150) راكبا وتم التعتيم على الموضوع بل على العكس من ذلك حاولت تلك الدول الظالمة أن تجعل من الحادثة وكأنه خلل فني وإهمال في الصيانة وأرادوا تحميل شركة الطيران اليمنية مسئولية تلك الحادثة ولم يكتفوا عند ذلك الحد من الغي بل جاوزوه بل ذهبت بعض الدول الأوروبية السماح واستقبال أسطول الطيران اليمني ثم لما مجلس الأمن الذي أخذته حمية الجاهلية على ضحايا الطائرة الماليزية لم ينبس ببنت شفاة في ضحايا العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن الذي راح ضحيته حتى الآن أكثر من سبعة آلاف شهيد وأكثر من سبعة عشر ألف جريح حسب تقرير الأمم المتحدة الأخير !!
قضية أخرى تؤكد إنحطاط تلك المنظمة التي ما بقي لها من باقية من الحياء أو أمل من الرجاء في إصلاح حالها وعودتها إلى رشدها في صم آذانها عن المناشدات والنداءات المتكررة للشعب اليمني لرفع الحصار الذي رافق العدوان والذي دخل شهره الخامس ولم يكن لتلك المنظمة دور ايجابي في منع الحرب الظالمة وغير القانونية على اليمن أرضا وإنسانا والذي دمر بسببها وطن بأكمله ومع ذلك وقفت تلك المنظمة ولا تزال مكتوفة الأيدي بعد أن انسلخت من كل القيم والمبادئ التي قامت على إثرها تلك المنظمة الفاجرة وموقفها السلبي تجاه اليمنيين ليس لعجزها وقدرتها في ايقاف العدوان أو إقرار هدنة طويلة أو قصيرة الأجل لدخول المشتقات النفطية والغذاء والدواء ولكن لأن تلك المنظمة قد قبضت الثمن ومصلحة امريكا ومن على شاكلتها تكمن في استمرار الحرب وتدمير اليمن
وفي السياق ذاته للقضية والحرب على اليمن وفي موقف مغاير لما حدث لنا والذي وقف العالم مع الجلاد ضد الضحية نشاهد موقفا مختلفا تماما لما حدث في الأزمة الأوكرانية التي نشبت بين الشعب الأوكراني الذي خرج على رئيسه وخلعه من الحكم وخرج الرئيس الأوكراني فارا وهاربا إلى روسيا  مستنجدا وطالبا المساعدة والتدخل وكان له ذلك غير أن أمريكا زعيمة الشر في العالم  كالبت العالم على روسيا  وحركت منظماتها الشيطانية زاعمة ان التدخل الروسي في الشأن الداخلي لأوكرانيا مخالف للقوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة فأوكرانيا حسب زعمها دولة مستقلة ذات سيادة ولا يجوز بأي حال من ألأحوال التدخل في الشأن الداخلي لها ولما لم تذعن روسيا لتهديدات أمريكا فرضت أمريكا وأوربا على روسيا حصارا اقتصاديا وربما ستنشب حرب بين الدولتين الكبيرتين على اثر تلك الأزمة التي لا زالت قائمة حتى الآن ..
طبعا الأزمة تكاد تكون واحدة يمنية وأوكرانية لكن موقف العالم من الازمتين مختلف تماما وهذا ما اعنيه بالعهر المنظماتي والدولي في المواقف والعلاقات الدولية .
حفظ الله اليمن وجيشه وشعبه.

قد يعجبك ايضا