عملاء العدوان

عندما تنهار الحدود المقدسة بين الكذب والحقيقة يصير الزمن بكل وقائعة المختلفة مزيفا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ودلالة في واقع يسوء ويقسو  تزداد فيه أوضاع اليمن تدهورا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا  وامنيا  يطالعنا من يمارس العماء السياسي لتكريس الوعي الزائف عندما يدعو لاستمرار غارات التحالف على اليمن وإعادة الشرعية وما  أكثر اولئك المتخصصين في تزييف الحقائق الذين يحرفون  الكلم عن مواضعه وفقا لمعيارية محددة ونمطية مغلفة يحدد من خلالها العهد الماسوني الزائف طبيعة ذلك التخصص وشروطه وفقا لما نراه لا ما نسمعه من المنظرين طبقا لذلك العهد .
في واقع يتعرض له الوطن للتجزئة والتقسيم ولخراب منظم جراء العدوان السعودي  الهمجي والسافر يزداد المتخصصون والمنظرون ويتكاثرون مثل تكاثر الفطريات في الجسم  لأن التخصص عندهم من نوع آخر  سيما عندما يعتلي أحدهم منبرا لقناة فضائية أو صحيفة رسمية ويجعل من الآية القرآنية بأنها ( لاهوت) إمعانا في التخريف يطالعنا من أمثال اولئك المنظرين في الواقع المزيف المتكئ على العهر السياسي ليقول لنا بأن التدخل السعودي هو الذي سيرسم الصورة المشرقة ليمن موحد قادر ومقتدر على تجاوز التحديات الراهنة فيما الواقع يكذب ذلك.
يأتي ذلك في ظل الزخم الذي كثر فيه المفسرون الجدد لمشاكل الارتباط والارتهان للقوى الخارجية فكم هي الحقيقة رخيصة ومبتذلة في وعي أؤلئك العملاء المتواجدين في الرياض كونهم لا يمارسون السياسة بقدر ما يمارسون العمالة التي يعتبرونها حكمة في مفهوم الامبريالية العالمية.
إن وصف أولئك بأنهم سياسيون ليس إلا وصفا مجازيا لفظيا منفصلا عن الواقع لأنهم كما نسمع ونرى لا يعملون على تعكير الحياة العامة فحسب بقدر ما نلاحظهم يدفعون بوعي أو بدون وعي وطنهم الذي ينتمون إليه إلى حالة من الانهيار.
 إنهم بالتأكيد ليسو إلا مجموعة من الصعاليك يتسكعون على السفارات داخل البلد وخارجها ويتاجرون بقضايا شعبهم ووطنهم غير مكترثين للأضرار وما يعانيه الوطن من دمار وقتل وتشريد جراء العدوان السعودي الغاشم على بلادنا .
إن أمثال أولئك ليسو إلا نبتة شيطانية شريرة في تاريخ اليمن المعاصر  غير مدركين بأن المراهنة على الخارج سراب  ووهم وبالتالي مهما اوغلو بممارسة الكذب والزندقة المزدوجة والخداع والتضليل فإن وعي الشعب اليمني كفيل بإخراج اليمن من أزمتها الراهنة لأن إدارة الأزمة بالاحتكام إلى النيران دليل واضح على دخول عقول أولئك السياسيين مرحلة اللا منطق بينما اليمن جبلت على الموضوعية والمنطق ولن تحترق بنار المكايدات السياسية.

قد يعجبك ايضا