شهادة لله ثم للتاريخ وللزعيم الحميري القائد علي عبدالله صالح

ما دفعني للكتابة عن الرئيس اليمني السابق – رئيس المؤتمر الشعبي العام- علي عبدالله صالح هو ما تعرضت له من هجوم بعد ان اجريت مع فخامته الحوار الصحفي الذي نشر في فرسان التغيير الأسبوع الماضي والكم الهائل من الاتصالات التي تلقيتها وتضمنت سؤالا واحدا هو : لماذا تساند علي عبدالله صالح¿¿.
وهنا اصبح لزاما علي توضيح كل شيء للقارئ سواء أكان من اليمنيين أو العرب أو الاردنيين وجميعنا مصيرنا واحد وديننا واحد و مستقبلنا واحد.
قناعتي بعلي عبدالله صالح … انه رجل يمتلك من الفراسة ما يجعله رجلا يمتاز بقصر المسافة بين دماغه ولسانه بحيث يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وهو أتقن التعامل مع كل من انقلبوا أو تقلبوا على السلطة في الشمال والجنوب سواء قبل تحقيق الوحدة أو بعدها وهو ذكي بالفطرة والممارسة ويمتلك مفاتيح الحل لما يجري في اليمن حاليا .
لن ادخل بالتفاصيل في فترة حكمه لليمن الشمالي قبل الوحدة لكن يمكنني القول انه استطاع تحويل مطالب شيوخ القبائل منه في بداية عهده حيث كانوا يقولون له ” ياعلي نشتي سلاح ونشتي ذخيرة وزلط ” حيث حولها بعد سنوات الى مطالب ” ياعلي نشتي مدارس وطرقات ونشتي كهرباء ” وهو الرئيس الوحيد في الشمال الذي كان يمكنه الخروج من صنعاء الى مناطق سيادة القبائل حيث لم يجرؤ احد قبله الخروج اكثر من مناطق ضلاع همدان ومحافظة ذمار في احسن الاحوال .
جاء علي عبدالله صالح بعد مقتل ثلاثة رؤساء في اقل من ثمانية اشهر اثنين في الشمال ابراهيم الحمدي واحمد الغشمي وواحد في الجنوب هو سالم ربيع علي “سالمين ” .. جاء للرئاسة وعلى كتفه حمل ارضاء شيوخ القبائل في الشمال ومواصلة مسيرة تحقيق الوحدة اليمنية .. ففي الشمال اعتاد شيوخ القبائل على ان يقبضوا مرتبات شهرية وسيارات من مكتب الامير سلطان بن عبد العزيز وهو كان يعرفهم بلا شك ولا داع لتسميتهم هنا ولكن للتذكير وعلى سبيل المثال فقد طلب من الشيخ غالب الاجدع العهد عندما نزل من الطائرة التي اقلته من تعز وكان يقودها الطيار محمد ضيف الله وزير الدفاع لاحقا وكان بانتطاره كافة مشائخ اليمن لمعاهدته وقال له : عاهدني ياعم غالب .. وتم العهد … وفي الجنوب كان لزاما عليه ان يستوعب قادة الجنوب على تناقضاتهم الفكرية والسياسية وتناقض مصالحهم الشخصية وحبهم للسلطة وهنا تجدر الاشارة ان عدد من قتلوا في احداث يناير – 1986م بين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وصل الى اربعة اضعاف من قتلوا في حرب الانفصال عام 1994م والتي تجسدت فيها الوحدة اليمنية وسقط فيها مشروع الانفصال المدعوم خليجيا وهنا يسجل لصالح انه استطاع ان يتغلب على سيناريو الانفصال بمهارات شخصية وهنا اشير الى اصداره قرار العفو العام اثناء المعركة .
كل ذلك وما حققه علي عبدالله صالح كان يجب ان يرافقه اصلاحات جذرية في تركيبة الانسان اليمني .. بمعنى ان اليمن كان بحاجة للاصلاح الاجتماعي وليس الاصلاح السياسي وتقاسم السلطة تارة مع الحزب الاشتراكي وتارة مع التجمع اليمني للاصلاح ” الاخوان ” .
لماذا الاصلاح الاجتماعي ¿¿ لان الانسان اليمني بطبعه يميل للرشوة فشيوخ القبائل الذين اعتادوا على الرشوة من جيرانهم الاثرياء يقابلهم اليمني الموظف وشرطي المرور وموظف الجمارك الذي يريد ان يعيش ويخزن القات يوميا وهذا وحده بحاجة لموازنة شهرية تفوق ثلاثة اضعاف الراتب مع عدم الاغفال ان الانسان اليمني هو انسان مكافح ومزارع نشيط ومعماري نادر ويعتمد على نفسه لكن اجهزة الدولة كاملة كانت تنخرها الرشوة فضلا عن الفساد الذي يغزو كل من حول الرئيس صالح .
علي عبدالله صالح لم يكن فاسدا ولا سلطويا لكنه لم يكن قادرا على ان يكون حازما وصارما في بيئة كالمجتمع اليمني واذا ما اراد تغيير قائد عسكري بآخر فان القائد الجديد كثيرا ما كان يستعين بقبيلته لاخراج القائد المقال بقرار جمهوري وهنا اسمحوا لي بعدم التعرض لذكر الاسماء كأمثلة .
لهذا وعندما حقق الانتصار وهزم الانفصاليين اعتقد ان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية هي الانجاز الاكبر في حياة اليمنيين وانهم سيصونونة بدمائهم .. وهنا وقعت الاخطاء الفادحة بعد الدخول الى الجنوب وتحديدا الى عدن وحضرموت حيث استولى ابناء الشيخ عبدالله الاحمر والشيخ عبد المجيد الزنداني وكافة قيادات الاصلاح على كافة الاراضي لان الاراضي في الجنوب كانت مملوكة للدولة بحكم النظام الشيوعي سابقا بينما هي في الشمال مملوكة للقبائل لان الرسول “ص” تركها لابناء القبائل بعد دخول اليمنيين في الاسلام بلا قتال .. وكان محافظ عدن طه غانم وقائد المنطقة العسكرية “انذاك” محمد علي محسن هما ذراعا الفساد في موضوع الأراضي .
وفي عدن سادت روح انتقامية من قبل كوادر الاصلاح تجاه السكان ولم تكن تعترف نقاط التفتيش الاصلاحية بعقود زواج الجنوبيين من زوجاتهم وهاجموا منطقة الجولد

قد يعجبك ايضا