عدو تاريخي!!
يحيى محمد العلفي
حدثنا الآباء والأجداد منذ زمن طويل بأن العداء الذي تضمره أسرة آل سعود لليمن ولليمنيين وليد عصر بعينه ولا يرتبط بملك منهم دون سواه وإنما يمتد هذا العداء منذ أن دخلت هذه الأسرة الملعونة إلى أرض نجد والحجاز وأسس جدهم هذه المملكة في قلب الجزيرة العربية واستولى على أرض الحرمين الشريفين بتواطؤ إقليمي ودولي ويصبح عبدالعزيز أول ملك لهذه المملكة التي نعتها باسم أسرته (آل سعود) الآتية من أطناب الصحراء الشمالية الشرقية البعيدة عن حدود نجد والحجاز.. وكانت منذ ذلك الوقت كارثة قرن الشيطان ليس على جنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن) فحسب وإنما على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي والقرن الأفريقي برمته.. بيد أن كارثتهم ونكبتهم على اليمن وعلى أبناء الشعب اليمني كانت أبلغ وأفظع مما هي على الآخرين بحكم الجوار أولا وأطماعهم في أن تكون لهم مكانة ونفوذ استراتيجي على مناطق البحرين العربي والأحمر ومضيقي باب المندب وهرمز وكذا الخليج العربي عامة.
وعلاوة على ما سبق فإن عداءهم لليمن كما ترويها مذكرات المعاصرين من الآباء والأجداد جاء تنفيذا للوصية التي زرعها فيهم جدهم (المنبوش) عبدالعزيز السعودي لا رحمه الله ولا طيب ثراه (دعوة المظلومين اليمنيين) والتي فحواها وهي موجهة لأولاده وأحفاده ولأولاد أولاده وأحفاد أحفاده – كما تقول الروايات: بأن “خيركم من اليمن وشركم من اليمن” .. وكان يعني بذلك في وصيته أن خير وأمن واستقرار آل سعود يكمن في بقاء الشعب اليمني تحت خط الفقر والجهل والحرمان وأن يظل اليمنيون شقاة وعمالا تحت رحمتهم وبأن لا تقم لهم قائمة تذكر على وجه الأرض.. أما شر هذه الأسرة وزعزعة عرشها وأركان ملكها فكان منذ قيام الثورة اليمنية المجيدة حين هب الشعب اليمني والتفت إلى حياة العزة والكرامة والسيادة والاستقلال – وعندها كانت الطامة الكبرى على الأسرة السعودية التي شعرت بالخطر والضيم فضاعفت عداوتها وبدأت منذ أكثر من نصف قرن للانقضاض على الثورة والقضاء على الشعب اليمني تحت ذرائع ومبررات واهية لا يصدقها عقل ولا يجيزها منطق.
وحين واتتها الفرصة – وجاءها العملاء والخونة – وجدت ضالتها لتشن حربا شعواء وعدونا بربريا سافرا على الشعب اليمني, منذ أكثر من أربعة أشهر فتقتل الأطفال والنساء والعجزة وترتكب مجازر وحشية بشعة وتدمر المنشآت العامة والخاصة وتخرب المساجد والمدارس والمستشفيات والطرقات والجسور والأنفاق وكل ما يمت إلى البنية التحتية في ربوع اليمن – كل هذا من أجل سواد عيون شرعية المنبوذ والهارب هادي الذي لم يعد هاديا ولا مهتديا.. هذه الذريعة التي حاربتنا بها السعودية – ولا نلوم أحدا سواها – إنما هو عداء تاريخي مبيت لنا ولبلادنا منذ عشرات السنين..
ولكن مع كل هذا العدوان فإن شعبنا المظلوم لن ينسى لآل سعود هذه المكرمة – وسوف يرد لهم الصاع صاعين بإذن الله تعالى.