خيارات استراتيجية .. لماذا¿
عبدالله علي صبري
* لم يعد أمام الشعب اليمني وقد تكالبت عليه قوى الشر وخذله الصديق القريب والبعيد سوى البحث عن مخرج بقوة سواعد أبنائه والنحت بالأظافر على صخرة التحديات الماثلة والمرتقبة فبأيدينا لا بيد عمر سيأتي الرد الحاسم ليقلب الموازنات ويلج باليمن إلى بوابة الانتصار في معركة الكرامة ورد الاعتبار.
ومن يتتبع الهبة الشعبية المستجيبة لمشروع الخيارات الاستراتيجية في معظم مناطق البلاد يدرك أن الظفر لن يجانب أمة تبذل الغالي والنفيس وتجود بأرواحها على أكفها ذودا عن حياض الوطن وكرامته واستقلاله.
غير أن الطريق ليست مفروشة بالورود فالعدو هو الآخر يتحضر لمواجهة الخيارات الاستراتيجية وبالذات العسكرية منها. ومن هنا تأتي أهمية اللقاءات الشعبية الملبية لنداء الواجب والمتأهبة لدفع فاتورة التصعيد مهما ارتفع ثمنها ذلك أن الثمن الذي قد يبدو باهظا في البداية سيهون عندما يدفع لمرة واحدة ضمن رؤية استراتيجية بدلا أن يدفع أضعافا مضاعفة ولكن بالتقسيط!.
وإذا كانت أزمات الدول والمنطقة من حولنا تشي بأن مشروع التفتيت والتقسيم لا يراد له أن يقف عند حد معين فإن ثورة 21 سبتمبر شكلت انتفاضة عملية في وجه المؤامرة على وحدة واستقرار اليمن ما دفع أصحاب المشاريع الخفية في الداخل والخارج إلى إعلان الحرب على اليمن وفرض التجزئة والانفصال بقوة العدوان السعوأمريكي المسنود صهيونيا.
لقد سقطت ورقة التوت وبات اللعب على المكشوف كما يقال ولمن لم يفهم بعد حقيقة المؤامرة فإن الأيام المقبلة حبلى بمزيد من الانكشافات التي لن يعمى عن إدراكها سوى مرضى القلوب التي في الصدور.
الخيارات الاستراتيجية المنتظرة لن تقتصر باعتقادي على العمليات العسكرية فلا بد أيضا من تحريك العملية السياسية بتوافق قوى الداخل المناهضة للعدوان ذلك أن الفراغ السياسي القائم يسهم في مزيد من عزلة اليمن ويحول دون استئناف علاقات اليمن الدولية وبالأخص مع الدول التي التزمت الحياد تجاه الأحداث الأخيرة.
كذلك الأمر بالنسبة لتشكيل حكومة وطنية تقطع الطريق على مرتزقة الخارج الذين يستأثرون بتمثيل اليمن والتحدث باسم شعبه من قلب عاصمة العدوان فهذا خيار استراتيجي وارد أيضا مع الأخذ بعين الاعتبار أخطاء تجربة حكومة الوفاق والحؤول دون تكرارها مجددا.
وبعيدا عن التفاصيل فمن المتوقع أن الخيارات الاستراتيجية ستشمل ردودا موجعة للعدو السعودي ولأذياله في الداخل. فما لم يتألم آل سعود فإن عدوانهم سيستمر ويطول حتى يركع شعبنا ويخضع …ولكن هيهات!.