السعودية.. وجزاء ” سينمار”

تذكرنا مآسي ومجازر وتآمر ” آل سعود ” بالمثل العربي المشهور ” جزاء سينمار ” ذلك المهندس المعماري الرومي الرائع الذي شيد قصر ” الخورنق” للنعمان بن امرئ القيس مثل آية في الجمال والروعة والدهشة والكمال وميز تلك المدينة عن غيرها بذلك الصرح العظيم .. وعندما رأى النعمان القصر ” ذهل ” ونال إعجابه الشديد شاكرا ” سينمار ” ..وكعادته المريضة وطبعه الإجرامي تولدت لدى الطاغية النعمان مشاعر الحقد والغيرة والأنانية وحب التملك والتفرد ونكران الجميل والإحسان سارع إلى الاحتفال بطبعة اللئيم ونزوته الجامحة وجبروته إلى رمي المهندس الرومي من أعلى القصر البديع بعد أن تم استدراجه ” غدرا ” في صورة من صور الجحود والكراهية ونقض المواثيق وفقدان الأصالة والنخوة العربية حتى لا يبني قصرا مثله لغيره ..
ووفق هذا السلوك المشين دأب حكام آل سعود إلى عض الأيادي التي أحسنت اليهم وآوتهم في نجد والحجاز رغم جينتهم الغريبة وعقليتهم التآمرية وقلوبهم الأشد من الحجارة وأصولهم المشكوك فيها تاريخيا وبقائهم على جماجم الأبرياء والشرفاء.
ويسرد لنا التاريخ السياسي الكثير من المشاهد المؤلمة والصور المحزنة والأعمال المخزية لهذه الأسرة ” المسعورة ” التي رضعت أساليب الغدر والاحتيال والتزوير والتآمر والاستبداد منذ أن جاء بها الاستعمار ” البريطاني مدنسا بها أطهر بقاع الأرض وتنكرها لمحاسن ومآثر اليمنيين وأياديهم البيضاء وفتوحاتهم المذهلة ورصيدهم الحضاري الضارب في أعماق التاريخ الإنساني وعطفهم على إخوانهم في ” نجد والحجاز ” أيام الشدة والمجاعة قبل اكتشاف واستخراج الثروة النفطية التي مدها بشحنات من السادية والغرور وتخريب الأوطان وتقمص شعار ” الإسلام ” وبندق السلفية ورصاصة الاخوان ومتفجرات داعش والقاعدة لقلب الأنظمة من الداخل.
ويكشف التاريخ مدى بشاعة ووحشية هذه النبتة الخبيثة في التهام نجد والحجاز والتآمر على مشايخها وحكامها ووجهائها واشرافها وتشويه سمعتهم بإطلاق الكفر والمجون زورا والتنكر لكل من اغتر بهم ووقف معهم لتثبيت حكمهم الجائر القائم على القتل والخطف والاغتيال دون أي وازع ديني كما تآمرت على الكثير من الرؤساء والزعماء ومواقفها المشبوهة ضد العدو الاسرائيلي الغاصب ومراوغتها ضد العراق في حرب الخليج الأولى مع إيران رغم الدفاع عن الخليج وتنكرها لمصر وسوريا في حرب الخليج الثانية وغيرها من الحروب العبثية واخرها العدوان الوحشي على اليمن الذي قتل وشرد الالاف من الأطفال والنساء والرجال وحول أكثر من 16 مليون مواطن تحت خط الفقر أمام مرأى ومسمع ونفاق المجتمع الدولي الظالم الذي يوهم الشعوب عبر وسائل إعلامه ومنتدياته المظللة بأن الشعب اليمني مجرد مليشيات تابعة للحوثي وإيران التي تسعى إلى السيطرة على المنطقة ولابد من إبادة هذا الشعب الصامد في حين تعلم النخب السياسية والعسكرية والأمنية الأممية علم اليقين أن المجازر والإبادة الجماعية لليمنيين ماهي إلا نتاج لاستقلال القرار السيادي والسياسي بعد أن طرد الشعب اليمني عملاء ومرتزقة الرياض وواشنطن ولندن الذين حولوا سفاراتهم إلى معبد تقدم فيه قيادات الأحزاب والمشايخ الولاء والطاعة وتنفذ طقوسا من المؤامرات لنهب ثروات الوطن وتجزئتة وبيعة في سوق النخاسة الدولي بعد أن فقد السفراء والسفهاء المتسكعون في محافظات ومدن وقرى اليمن نشاطهم المشبوه البعيد عن الأعراف الدبلوماسية واحترام سيادة الدول وصارت مسودة تعيين المناصب العليا لليمنيين في أيديهم بغض النظر عن الذي يسيطر على الأرض .
كل ذلك أثار حفيظة الشعب اليمني وشفع لجماعة الحوثيين القوة الصاعدة الجديدة التي اسقطت رهان الرياض وأخواتها ورحب بها الإخوان المسلمين في الربيع العربي وفقا للمقولة المشهورة في ساحات التغيير ” حيا بهم حيابهم ” وبعد أن تصدى الجيش واللجان الشعبية للعدوان السعو امريكي تحول قادة الاخوان والأحزاب التقدمية وبعض كوادرهم إلى عملاء ومرتزقة وأدلة لتدمير الوطن مع العدوان نتيجة الفجور والحقد السياسي وسقوط المصالح الشخصية رغم إدراج الاخوان ” المفلسين ” على القائمة السوداء ” مسجل خطر ” من قبل حكام الرياض ورفض البعض الاخر من كوادر الإصلاح والأحزاب الأخرى الشرفاء الانغماس في مسلسل الخيانة العظمى.
وما أن شعرت (أسرة آل سعود) الخبيثة بنجاح العقل اليمني وتحويلات المغتربين اليمنيين في السبعينات والنهضة العمرانية الكبيرة وتسارع وتيرة البناء والتعليم وعجلة الاقتصاد والتنقيب عن النفط واستخراجه وحالة الاستقرار وجذب رؤوس الأموال وتوحيد اليمن والتحول الديمقراطي الفريد الذي ازعج حكام الخليج وفي طليعتهم ” الرياض ” وتخرج الالاف من الجامعات إلى سوق العمل في الطب والهندسة والكيمياء والتدريس والرياضيات والتكنولوجيا وغيرها رغم صعوبة المعيشة وتسابق دول الخليج على احتواء هذه الكوادر والخبرات للاستفادة منها في جامعاتها ومؤسساتها الخاصة وال

قد يعجبك ايضا