صراع الأدوار القذرة..السعودية والإمارات نموذجا

في حضرموت وعدن وحتى في لحج تبدو مملكة الدواعش السعودية مضطرة للغرق المبكر في حرب جديدة غير معلنة في إطار ماراثون الأدوار القذرة الذي تصدرته مؤخرا الرياض وأبوظبي في المحافظات الجنوبية.
نتحدث هنا عن الدور الذي تؤديه في بلادنا العائلات الحاكمة للإمارات الوراثية والذي بدا مفضوحا خصوصا وهو لم يختلف كثيرا عن الدور الذي أسندته لها الصهيونية في معادلة الخراب السوري.
ملامح هذه الحرب ظهرت إلى السطح في الغارات السعودية الأخيرة التي حاولت من الناحية الشكلية كبح الانتصارات الكبيرة لجيشنا الوطني واللجان الشعبية في جبهتي عدن ولحج,
وفي الحقيقة كانت تحاول استثمار الزحام لتستهدف بشكل مباشر مراكز وجيوب ما يسميه إعلام التنظيم الدولي للإخوان “المقاومة الجنوبية.
ما يطمئن في هذه المعادلة أن ما يسمى “المقاومة” صارت تتشكل من خليط غير منسجم يضم مليشيا تنظيم “الإخوان” بأجنحتها القطرية والسعودية والتركية من مقاولي الحروب والمرتزقة الخارجين من رحم ” الحراك الجنوبي” صاحب مشروع فك الارتباط, يضاف إليهم المليشيا التابعة للفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور.
هذه التشكيلة المتناقضة الخارجة من إرشيف الأزمات اليمنية تمثل ميدانيا وعملانيا فصيلا متناحرا وغير منسجم من بين فصائل عدة تتجاذبها مراكز قوى إقليمية ودولية وتوكلت بأكثرها الأمارات الوراثية.
لا يحتاج الأمر لأن نذكر أن قيادة الأمارات لهذا التشكيل يشبه تماما الدور الذي أسندته لها الصهيونية في رعاية ودعم مليشيا المعارضة السورية والتي تخوض اليوم في مناطق الحدود التركية السورية قتالا محموما مع منتج مملكة الإرهاب السعودية “تنظيم داعش”.
السعوديون بكروا هذه المرة بالمواجهة غير المباشرة , ربما لتحجيم تطلعات الإمارات الوراثية الصالح نفوذ منتجها الداعشي والذي أكد بعض القادة الجنوبيين أنه صار بين عشية وضحاها صاحب القول الفصل في ما يسميه العدوان “عملية تحرير عدن”.
ربما يعرف السعوديون وكذلك الإماراتيون والقطريون مصيرهم المخزي , وربما يعرف الحرس القديم في تنظيم الأخوان مصيرهم المحتوم أيضا .. الوحيدون الذين لا يعرفون مآلهم الوشيك ولم ولن يتعلموا من دروس التاريخ هم أولئك الشرذمة الذين قادتهم حماسة البحث عن دور في الوقت الضائع لارتداء ثوب العمالة وأجهز عليهم الفار هادي بأن ألبسهم كوفية “المقاومة الجنوبية”.
للعدوان الخارجي أجنداته التي قد تكون ضرورية لبقاء العائلات الحاكمة في الخليج على قيد الحياة ,أما الخونة فحتما لن يكون لكهم ذكر أو مكان سوى في مزبلة التاريخ.. وسيذكرون .

قد يعجبك ايضا