هدنة (حق) يراد بها باطل!

بعيد الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي في المدينة السكنية الخاصة بالعاملين في محطة كهرباء المخا, وأفضت إلى استشهاد العشرات من المدنيين.. أغلبهم أطفال ونساء سارعت الرياض إلى صرف الأنظار عن المأساة الكارثية التي خلفتها مذبحة المخا بالحديث عن هدنة إنسانية من طرف واحد وهي التي تمنعت طوال شهر رمضان عن الاستجابة لكل المناشدات الأممية والضغوط الدولية التي دعت مختلف الأطراف إلى هدنة شاملة وغير مشروطة.
وبرغم أن النظام السعودي يبحث عن مخرج من الفخ اليمني إلا أن المستجدات الأخيرة في عدن جعلته يتوهم أن بمقدوره ” النزول من الشجرة” حتى وهو يخطط للتورط أكثر وأكثر!
ولا شك أن استهداف المخا – وهو الميناء اليمني التاريخي القريب من باب المندب- ليس منفصلا عن طموح غزو تعز والتحكم في باب المندب وقد تكون الهدنة المعلنة غطاء لهذا المخطط خاصة وأن حديث الهدنة الرمضانية كان ضمن العوامل التي ساعدت العدوان على التقدم المؤقت في عدن.
إضافة فإن الضغوط الدولية باتت تنذر الرياض من عواقب جرائمها في اليمن والتلويح بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي مع توالي النصائح الدولية العلنية بضرورة وقف حرب الرياض على اليمن ودعم الحلول السياسية في اليمن. وهذا يعني أن الهدنة تأتي كاستجابة متأخرة للضغوط الدولية خاصة وأن مفاعيل الاتفاق الغربي مع إيران تسلك طريقها باتجاه عزل السعودية ومحاصرة نفوذها وتأثيرها في المنطقة.
لكن أيا تكن أسباب إعلان الهدنة وما يراد من ورائها فإن الشعب اليمني عازم على المواجهة ومواصلة معركة الكرامة الوطنية مهما بلغت التضحيات. وقد أبانت المسيرة الجماهيرية الكبرى التي شهدتها العاصمة صنعاء الجمعة الماضية عن رسالة واضحة مفادها أن الشعب اليمني الصامد قادر على قلب الموازين وخوض استحقاق الخيارات الاستراتيجية التي أعلن عنها السيد القائد عبدالملك الحوثي . ولا شك أن الرياض قد فهمت الرسالة اليمانية وحاولت تحت غطاء الهدنة استباق الرد الاستراتيجي المرتقب.

قد يعجبك ايضا