الخطوات الاستراتيجية ليست كما نتوقع!!
عندما شن آل سعود عدوانهم على اليمن كان مخططهم أن العدوان لن يستمر لأكثر من عشرة أيام في تحقيق أهدافه المزعومة لكن ما الذي خلط أوراقهم وجعلهم يستمرون في عدوانهم لأكثر من مائة يوم¿!
كان العدوان يخطط أن يضع اليمن في فخ ما يسمى الكماشة وهو أن يقوم ببدء شن العدوان ثم يأتي الرد السريع من قبل الجيش واللجان الشعبية فتفتح جبهة على الحدود السعودية عند ذلك يقوم بفتح جبهة داخلية عن طريق مرتزقته بمشاركة القاعدة وأخواتها عندها سيضيق الخناق على الجيش واللجان الشعبية وسيفقدون سيطرتهم على الوضع مما سيسمح للعدو أن يدخل أوساخه التكفيرية التي سيجمعها من سوريا والعراق فتصبح اليمن سوريا أخرى بل وأخطر منها فالذبح سيكون في كل مدينة وفي كل حي ومنزل وستعم العشوائية والفوضى في جميع أنحاء البلاد.
ومن أخطاء الرد السريع أيضا هو أن العالم لن ينظر للمسألة على أن هناك اعتداء همجيا على الشعب اليمني بل ستكون المسألة على أن هناك حربا بين طرفين يتقاتلان وأنه لا يوجد عدوان ولا مظلومية بحق الشعب اليمني عندها سينجح آل سعود في خلق مشروعية لعدوانه بحجة وجود خطر يمني على الأمن القومي العربي!
لكن لم يعرف العدو أن لدى اليمن قيادة حكيمة كشفت مخططه مسبقا وخلطت الأوراق عليه وجعلته متخبطا وظهر أن عدوانه أصبح بلا أفق فالرد لم يحدث كما توقعه آل سعود بل استمر الصمود لأربعين يوما وكان التركيز على الجبهة الداخلية التي كان العدو يعول عليها مما أدى إلى تأمين الكثير من أجزاء اليمن وأثبت اليمن للعالم أنه بلد لم يكن يشكل أي خطورة وإنما آل سعود هم الخطر الحقيقي على الأمة وليس هذا فحسب بل تراجعت كثير من الدول التي كانت متحالفة وبعضها خرج من هذا التحالف!
الصبر الاستراتيجي الذي قام به اليمن لأكثر من مائة يوم لم يترك للعالم أي حجة للتنديد إذا ما اتخذ اليمن خطوات كبيرة واستراتيحية فالخطوات الاستراتيحية ليست كما نتوقع ولن تخطر على بال العدو فالرد الذي الذي حدث بعد الأربعين يوما كان تحذيرا فقط لعل آل سعود يعودون عن غيهم ويراجعون حساباتهم وليعلموا أن هذا الشعب شعب لا يستهان به وقادر على أن يرد الصاع بصاعين لذا فالواجب عليهم أن يوقفوا عدوانهم قبل نفاد صبره.
وأيضا فضح هذا الصبر كذب الأمم المتحدة التي تدعي حياديتها وأنها تقف مع المظلوم فانكشف أنها لا تقف إلا مع المال حيثما وجد, فالمظلوم من وجهة نظرهم هو من يدفع أكثر! حتى أن مبعوثها أصبح دمية يوجهه النظام السعودي حيث يشاء فتزييف التقارير ومعاملته للوفد اليمني في جنيف أثبت فعالية المال السعودي وتأثيره حتى أنه لم يبد أي استياء عندما أهان آل سعود كرامته بقصف هستيري لصنعاء في ظل وجوده! والهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة مؤخرا ستكشف أكثر وأكثر ضعفها وعجزها وطمعها في أموال آل سعود.
إلا أن آل سعود لن يوقفوا عدوانهم لاستحقارهم لهذا الشعب ولأنهم أدمنوا على القتل الذي أعمى أبصارهم وسلب حكمتهم لذلك فالخطوات القادمة ليست كما قبلها فهي لن تكون تحذيرية كما تعودوا عليها بل ستكون معركة مصيرية بخيارات مدروسة ومحكمة ستجعل العالم يندهش من دقتها وسرعتها خاصة لأن الخطوات ستبدأ بعد أن ينقض آل سعود مواثيقهم ويخترقوا الهدنة التي لا يراهن الشعب اليمني عليها أساسا بل يراهن على قوة الله الجبار المنتقم الذي لا يضره ولا يعجزه كيد الظالمين: فالله سبحانه وتعالى قد أمرنا في كتابه بالالتزام بالميثاق حتى وإن كنا نعلم أنهم لن يلتزموا به ووعدنا بأن يمكننا منهم إذا ما نقضوا وخانوا الميثاق لأن مواجهتهم ستصبح عندها مواجهة مع الله قاهر المعتدين والظالمين (وإöنú يرöيدوا خöيانتك فقدú خانوا الله مöنú قبúل فأمúكن مöنúهمú والله علöيم حكöيم) .