في معسكر العبر.. الكثير من العبر

أمة الملك الخاشب

دماء اليمنيين غالية ويؤلمني نزيفها مهما كان انتماء صاحبها ومهما كان فكره أو مذهبه.. اليمني سيظل يمنيا وسيظل محسوبا علينا ومن أبناء جلدتنا مهما اختلفنا معه ومهما حاول الأعداء تمزيق اللحمة والنسيج الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد وأبناء الدين الواحد.
للوهلة الأولى قد يظن القارئ للعنوان -والعياذ بالله- أني سأتشفى لما حصل من مجزرة وحشية ارتكبتها طائرات العدوان السعودي في معسكر العبر في محافظة حضرموت.. والذي أعلن سابقا عن تأييده لما يسمى شرعية هادي وأعلن تأييده للعاصفة.. فالسعودية ارتكبت ولازالت ترتكب أبشع وأقبح جرائم عرفها تاريخ البشرية بحق أبناء شعبنا اليمني المظلوم الصابر الصامد.. فلا يكاد يمر يوم أو يومان دون أن تسجل السعودية مجزرة جديدة طيلة مدة العدوان والذي يدخل منتصف شهره الرابع.. والذي لا يفرق في غاراته بين محافظة شمالية ولا جنوبية.. ولا بين مدنيين ولا عسكريين ولا بين موال للعاصفة أو رافض لها..
* ولكن.. لنقف هنا نتأمل ونتذكر تلك الدعوات الإعلامية التي روجت بأنهم سيكونون جيشا يمنيا جديدا وأنهم سيدعمونه بكل ما استطاعوا من أموال وأسلحة وبالإنزال المظلي وغيره وبالدعم اللوجستي.. ناهيك عن دعمه حتى بمقاتلين أجانب من مختلف الدول.. لتكرير السيناريو السوري في حضرموت ومحاولة جعل حضرموت إمارة إسلامية لدواعش وعملاء آل سعود.. وقد كانت تلك آخر ورقة تستخدمها المهلكة بعد أن  استخدمت كل ما تستطيع ابتداء بشراء ضمائر العالم للسكوت عن جرائمها في اليمن وانتهاء باستمرارية قتل وسفك دماء أبناء شعبنا وتدمير منازلهم واستهداف كل المنشآت الحيوية الخاصة  بشعبنا اليمني..
* وكان الغرض من تكوين هذا الجيش هو أن يكون مقاوما ومواجها لأبناء جيشنا العظيم ولجاننا الشعبية التي تحطمت على صلابتهم وشجاعتهم وصمودهم كل مؤامراتهم..وأفشلت كل رهاناتهم. وفي الأخير خذلهم ذلك الجيش الذي دعموه بالمليارات وبالأسلحة..وتفاجأوا بأن بعض أفراد اللواء  23 الذي يتبع المنطقه الأولى ينشقون عن قياداتهم العميلة البائعة للوطن.. فما كان من نظام آل سعود إلا اتخاذ قرار تصفية جميع من هم في المعسكر وبدون تفريق بينهم وبما في ذلك مقر القيادة.. كعقاب لهم عن عدم التحرك السريع لمواجهة الجيش واللجان الشعبية.. وكرسالة قوية يوجهها هذا النظام بأنه لن يفرق بين الموالي لهم وبين المعادي لهم.. ولا بين مدنيين ولا بين عسكريين.. وأن هذا العدوان يستهدف كل اليمن وكل اليمنيين.. وبكل أسف سقط  أكثر من خمسين جنديا وضابطا ضحية لغارات العدوان على المعسكر ولكن…
* نعم إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب.. وصدق الله العظيم حين قال: نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. فقد سمع الجميع أن البعض لا يزال يبرر بكل ذل وهوان وخزي جريمة معسكر حضرموت إنها جاءت عن طريق الخطأ.. كما برروا لجريمة سوق المواشي في لحج التي اختلطت فيها أشلاء الحيوانات بأشلاء البشر أيضا أنها جاءت عن طريق الخطأ..ورغم أن قادة العدوان لم يصرحوا ولم يبرروا أنها جاءت عن طريق الخطأ أبدا.. فيا ترى إن لم يأخذوا العبر والدروس مما جرى في معسكر العبر في حضرموت والذي تجلى فيه استحقار واستخفاف قادة التحالف لدماء الموالين لهم وتجلى في تلك الحادثة كم هم رخيصون وأن دماءهم لا تساوي شيئا.. فمتى يا ترى سيدركون أن العزة والكرامة .أغلى من الدنيا وما فيها وأن يموت الإنسان عزيزا شامخا مدافعا عن بلده في وجه أي عدوان خير له من الموت ذليلا خانعا بائعا لوطنه…
* فحقا مؤلم جدا أن نرى العدوان وهو يقتل بعض مرتزقته قبل أن يدركوا أنهم كانوا مخطئين.. ومغرر بهم.. ولم يترك لهم الفرصة لإصلاح أنفسهم..
أما بالنسبة لمن يستشهدون في ساحات الشرف وميادين الكرامة فهؤلاء هم الفائزون حقا ولنا أن نفرح لهم بتوفيق الله لهم بأن يقابلوه وهم يدافعون عن أرضهم وهم يردون كيد المعتدين.. وهم أحرار أعزاء مرفوعو الرؤوس عزيزون شامخون غير أذلاء.

قد يعجبك ايضا