مراقي التقوى و الاستخلاف في الفريضة السنوية 3- 3
(( بöسúمö اللهö الرحúمنö الرحöيمö إöنا أنúزلúناه فöي ليúلةö الúقدúرö (1) وما أدúراك ما ليúلة الúقدúرö (2) ليúلة الúقدúرö خيúر مöنú ألúفö شهúر (3) تنزل الúملائöكة والروح فöيها بöإöذúنö ربöهöمú مöنú كلö أمúر (4) سلام هöي حتى مطúلعö الúفجúرö (5) )) وكما قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان (( بسم اللهö الرحúمنö الرحöيمö حم (1) والúكöتابö الúمبöينö (2) إöنا أنúزلúناه فöي ليúلة مباركة إöنا كنا منúذöرöين (3) فöيها يفúرق كل أمúر حكöيم (4) أمúرا مöنú عöنúدöنا إöنا كنا مرúسöلöين (5) رحúمة مöنú ربöك إöنه هو السمöيع الúعلöيم (6) ربö السماواتö والúأرúضö وما بيúنهما إöنú كنúتمú موقöنöين (7))) صدق الله العظيم.
لقد عرفنا بأن الصوم بحد ذاته فريضة تعبدية عظيمة لا تنكشف بحقيقة أدائها وبصدق الوفاء بها إلا لفارضها جل وعلا فهي له وهو الذي يجزي بها كما أنها خاضعة لرقابة وضبط الضمير الانساني الحي اليقظ للفرد المؤمن وبما يحقق صقل ذلكم الضمير وتنمية قوته . ولا شك أن الامتثال الكامل لمتطلبات هذا الشهر الرباني بما هو أهل له يساعد الى ابعد الحدود في اجتياز المراحل التي يعبرها الصائمون من الرحمة إلى المغفرة فالعتق من النار بصورة سلسة وبإطمئنان كبير .. وفي خضم ذلك تتجلى كنوز الشهر الكريم باستكناه أسرار النفس والعقل والروح والبدن لانها كلها قابلة للفيض الأسمى بحقيقة الإيمان وصدق وإخلاص التقوى ويكون الإنسان فيها في أجل الأوقات أعمق تمثلا لمكارم الاخلاق وحلولا في أكمل الصفات الدينية التعبدية والحياتية على حدö سواء !
ومن أجل ذلك تأبد هذا الشهر في وجود الأمة المؤمنة بحق والمخلصة بصدق لعمل الخير والبر والتقوى والبركات والاحسان وكشهر للسباق المرصود بأقلام القدرة بين عيال الله الابرار في آفاق طاعته التي لا تضيق امام طاقاتهم وما لديهم من قوة ومن مقدرة فعل الأعمال الصالحة .. ومن امكانات اقتناص فرص الخير والبر والتقوى الثمينة في هذا الزمن القصير جدا والذي لا نهاية لمدى أثماره حتى يعود من جديد ليجمل حركة الحياة الانسانية وليكسر رتابة الشهور الاخرى .
ولذلك فإن هذه الفريضة العظيمة ما كانت لمجرد العبادة في هذا الشهر الفضيل فحسب بل إن الصوم مقصود لاثمار العام كله في حياة الإنسان المسلم .. بل والعمر على امتداده وقد غلا شهر الصوم وزكى وتبارك عطاؤه وخيره بليلة هي خير من ألف شهر..
ولاشك يصعب الحديث عن ليلة القدر عن فهم عميق ودقيق وهو ما سوف يظل يتكشف للبشرية وللمؤمنين من بني آدم وحواء عليهما السلام شيئا فشيئا مع تقدم حركة الاجتهاد وإمعان النظر في الآيات المتصلة بها والأحاديث المتواترة الصحيحة عن هذه الليلة المباركة التي قدرت لتكون بالنسبة للمحظوظ بها من ذكر وأنثى ولمن كتبها الله له أولها خيرا من العمر كله طال العمر أو قصر وأيا كان سعيه وسعيها أو كانت أعماله وأعمالها خلال تلكم الفترة !
وقيمة هذه الليلة شئنا أو أبينا متصلة بفضلها وخيرها بكل المسلمين على توالي العصور والقرون وتتابع الأجيال منذ العام الذي أنزل فيها القرآن الكريم هدى للبشرية على رسوله الأعظم ونبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم وهي في هذه اللحظة التي أكتب فيها مصدر الفضل والخير كله لما لا يقل عن مليار ونصف مليار مسلم ومسلمة كما هو تعداد الأجيال القائمة منهم ويعيشون معنا في كوكب الأرض هذا البيت الإنساني الصغير والذي يحمل لهم جميعا هذا الشهر الفضيل في طياته المباركة ذكرى نزوله لما فيه خيرهم ومصلحتهم وهدايتهم وإن التعبد المخصوص به وتلاوته وتأمل أحكامه وآياته والوقوف أمام أمثاله وعبر قصصه لأعظم الفوائد والآثار في حقول الحياة الإستخلافية في ظل أداء فريضة الصوم وهو ما يحمل ما لا يمكن الإحاطة به من المعاني والدروس والروحانيات المجسدة للتقوى والترقي في مدارجها عن بصيرة بالله ومحبة له والخوف منه والشغف بكتابه الكريم و محبة لنبيه الخاتم المبلغ به والمؤدي للأمانة كاملة غير منقوصة عليه أفضل الصلوات والتسليم والحرص على الإقتداء به وبأحب ما كان ينشغل به في رمضان وهو مراجعة القرآن الكريم والترقب والتطلع إلى الكنوز الربانية المدخرة لعباده الموقنين و المتقين في أكناف ليلة هي خير من ألف شهر (( فيها يفرق كل أمر حكيم )) صدق الله العظيم !!!
بلغ الله الجميع خيرها وكل فضائلها وفي المقدمة الشعب الأبي المجاهد والصابر والصامد وبما يحقق عاجلا صون الأرواح وحقن الدماء في بلادنا والحفاظ على ماتبقى من المقدرات والإمكانيات وإزاحة الكرب العظيم عن كل الصدور والنفوس وإغاثة المتضررين والملهوفين وجبر قلوب المصابين