حرب الجبناء
عبوة ناسفة هنا وسيارة مفخخة هناك وانتحاري في مكان آخر كل هذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها عناصر الإرهاب والشر تؤكد أنها أجبن من أن تواجه الرجال في الميدان فهي تفر من المواجهة كما يفر الناس من المجذوم .
التفجير الإرهابي الذي استهدف وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” كغيره من التفجيرات الإجرامية التي شهدتها بلادنا وتشهدها كثير من البلدان العربية والإسلامية والدول الأجنبية لا هدف له سوى قتل المزيد من الناس الآمنين في منازلهم ومساجدهم وأسواقهم ومحلاتهم وأماكن أعمالهم وحتى في مناسباتهم كما حدث في تفجير أحد المنازل التي كان أصحابها يستقبلون العزاء في وفاة قريب لهم.
بالتأكيد فإن تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في اليمن بالتزامن مع ما تتعرض له بلادنا من عدوان سعودي يؤكد العلاقة الوثيقة بين العدوان والإرهاب وأنهما يكملان بعضهما البعض فكل يؤدي دوره المرسوم له من قبل من يديرهما ويحركهما فالعدوان يقتل الناس بالطائرات والصواريخ في منازلهم وأماكن أعمالهم وفي المساجد والأسواق ويدمر البنى التحتية والإرهاب يكمل دوره في قتل الناس الآمنين في كل مكان ويستهدفهم والمبررات والهدف واحد هو الوصول إلى قتل أكبر عدد ممكن من اليمنيين وإدخال اليمن في حرب طائفية ومناطقية كما أن العدوان يقصف المساجد ويدمرها من الجو والإرهاب يفجرها بالمفخخات والعبوات الناسفة والانتحاريين والعدوان يقصف الآثار التاريخية اليمنية والموروث الحضاري والإرهاب يفخخها ويفجرها على الأرض كما حصل مع عدد من المواقع والآثار الإسلامية التي قام عناصر إرهابية بتفجيرها في حضرموت ولحج وعدن وشبوة ومناطق كثيرة.
وبالعودة إلى العمليات الإرهابية التي تنفذها تلك العناصر التي تسمي نفسها قاعدة أو داعش أو غيرها من المسميات التي نسمع عنها كل يوم في كل الدول العربية والإسلامية فإنها أي العمليات تسمى بحرب الجبناء لأن منفذيها يتخفون ويتسللون وينفذون أعمالهم الإجرامية دون أي مواجهة بل أنها تستهدف الأبرياء من الناس الآمنين والذين عادة لا يتوقعون الاستهداف ربما لأنهم يجهلون خلفيات هذه العناصر الإرهابية المبنية على القتل والتدمير حتى لو كانت الواجهة هي الدين الإسلامي فهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وشريعته السمحة التي تحرم القتل والتدمير ولو أنهم انطلقوا من حقيقة الإسلام فإن أفعالهم بالتأكيد ستختلف تماما لأن الدين الإسلامي دين الرحمة والسلام وليس دين القتل والإرهاب كما يصوره هؤلاء الجبناء ويلصقون هذه التهم بهتانا وزورا بديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التصالح والتسامح والحوار أولا بين المسلمين أنفسهم ومن ثم التحاور مع غير المسلمين بالشكل الذي يحفظ للنفس البشرية كرامتها وآدميتها وعدم إزهاقها بالطريقة التي نشاهدها ومن أناس للأسف أنهم يقولون أن كل هذا باسم الإسلام وهم بذلك يخدمون مخططات أعداء الدين الإسلامي الذين يغذون كل ذلك من اجل أن يشغلونا ببعضنا ويستولون على ثرواتنا ويدمرون ديننا وعقيدتنا.