وثائق ويكليكس.. هذا ما قاله السعوديون عن “المخطط القطري” بتنفيذ “الأحمر” ضد الجيش والأمن في اليمن

اليمن في وثائق الخارجية السعودية.. الصراع السعودي القطري ومخطط الدوحة تخريب الجيش والأمن
كيف تحولت اليمن في السنوات الأخيرة خصوصا مرحلة الفوضى العارمة والتثوير وتحريك الشارع بداية من أحداث أزمة 2011 وما بعدها إلى حلبة صراع ومادة سباق وتنافس بين العاصمتين الخليجيتين الأكثر إثارة للجدل وتمويلا لأعمال واضطرابات الربيع الرياض والدوحة¿
الحقائق ليست جديدة ولكنها هذه المرة ترöد على لسان وبخط أصحاب الشأن أنفسهم وفي الوثائق الألفية الكثيرة التي بدأ ويكليكس رفع السرية عنها وعن السعودية ونشر الدفعة الأولى منها تتوزع تفاصيل ومعلومات مهمة وخطيرة على صلة بالصراع المتفجر في اليمن وإلى ما أدى وتأدى إليه نهاية المطاف في 2015 من حرب عدوانية مدمرة ضد اليمن اتفق أن اتفق حولها الغريمان اللدودان السعودي والقطري لمتغيرات طارئة في بيت السياسة ورأس الحكم السعودي ربما.
وثيقة رسمية سعودية هي عبارة عن رسالة رفعها السفير السعودي في اليمن علي بن محمد الحمدان إلى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بتاريخ 7/ 3 / 1433هـ (حوالي 30 يناير 2012) يتحدث فيها عن مبالغ مالية كبيرة تدفعها قطر لخلط الأوراق الساسية والدفع للفوضى في اليمن وأنها خصصت مبلغ 250 مليون دولار ويتولى المخطط الشيخ حميد الأحمر.
كانت العلاقات في أسوأ حالاتها يومذاك بين الرياض وحلفائها التقليديين بيت الأحمر على خلفية موالاة الأخيرين لقطر والجفاء مع الحكم السعودي بسبب تصريحات حميد تجاه العاهل السعودي الراحل “عبدالله” واتهام الرياض للدوحة بالاستحواذ على حلفائها التقليديين في اليمن واستقطابهم بالأموال خصوصا مع اندلاع فوضى الربيع وأزمة 2011. ويكابر السعوديون الآن وهم يعيدون تقريب حميد وإخوانه واستخدامهم في حربها وتوجهاتها تجاه اليمن في مسئولية هؤلاء والإخوان أدوات الرياض المفضلة عن الأزمات والاضطرابات المتلاحقة التي عصفت باليمن منذ 2011 بصورة خاصة.
عقب توقيع المبادرة الخليجية أواخر 2011 ومع بدء التحضيرات لانتخابات الرئاسة التوافقية في 21 فبراير 2014 توالت الاحتجاجات والاضطرابات في الوحدات الأمنية والعسكرية ومؤسسات الدولة المدنية أطلق عليها الإخوان وحلفاؤهم يومها “ثورة المؤسسات” وروجوا لها وتبنوها صراحة ومن ورائها “الجزيرة” القطرية بهدف استئصال النظام السابق وبقايا النظام وأعوان النظام… الخ. عمت الفوضى كثيرا من القطاعات في مختلف المدن والمحافظات وحدثت أعمال عنف مؤسفة وتخريب منظم للمؤسستين العسكرية والأمنية تحت هذه الموجة المستحدثة من الفوضى والتي سجلت أقوى وأخطر البدايات الصريحة والشهيرة للانقلاب على المبادرة واتفاق التسوية السياسية الناجز. لكن السعوديين ومثلهم السفراء الرعاة فضلوا التغاضي وصرف الأنظار عن كل ما يحدث على الأرض.
السفير الحمدان يوجز للفيصل في مذكرته (مرفقة صورتها) الصورة ويؤكد وقوف حميد الأحمر وراء المخطط القطري إلى إثارة الفوضى والاحتجاجات في الوحدات والقوى الأمنية والعسكرية والدعوة إلى التمرد وإفراغها من قياداتها بدعوى المطالبة بالحقوق ولكن الحقيقة – يقول الحمدان- هي استعراض للقوة ويهدف إلى إفشال الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير ويهدف أيضا إلى أن يرث الرئيس الجديد وحدات وقوات أمنية وعسكرية هزيلة فارغة من قياداتها.
ويخلص السفير السعودي إلى القول بأن حميد الأحمر والمخطط القطري “يدفع بالبلاد إلى وضع كارثي”.
هل يمكن إيجاد توصيف أفضل الآن لما هي عليه اليمن من هذا الذي استخدمه وبدقة السفير الحمدان “وضع كارثي”¿
من الغريب أن السعوديين وهم شهود على أنفسهم وعلى ما حدث تباعا يشنون حربا بربرية ضد اليمن طاولت أشهرا ثلاثة وحصارا شاملا وخانقا ضد ملايين اليمنيين يعتمدون حلفاء أساسيين حرضوا ودفعوا الرياض إلى هذه الخطيئة التاريخية الكبرى والجريمة غير المسبوقة مثل حميد الأحمر ومن إليه من قيادات حزبه وجماعة الإخوان وهادي الذي كان فاعلا مشاركا وراء كل ما حدث ومكن للأحمر وللإخوان حتى أنجزوا كل ما أرادوا بالخصوص في حق قوات الجيش والأمن وقاد برنامج الهيكلة الذي أثخن في القوات المسلحة والأمن في اليمن ما عاد بالمكاسب لصالح القاعدة والجماعات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها والسلطات العامة.
عن الأنباء اللبنانية

قد يعجبك ايضا