الإسلام والجهاد المزيف

* في أواسط الثمانينيات دعت الولايات المتحدة الأمريكية الدول العربية والإسلامية لإرسال شبابها للجهاد ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان فشمر العرب سواعدهم ولبوا نداء أمريكا وأرسلوا الآلاف من المقاتلين الذين تحولوا فيما بعد إلى ما يسمى إرهابيين بعد أن حرفت معتقداتهم واخترقتهم الاستخبارت الصهيوأمريكية وصاروا ينقادون وفق رغبات أمريكا فأصبحوا من أهم الذرائع التي تستخدمها أمريكا لاحتلال الشعوب وفرض وصايتها فكانت أفغانستان هي الضحية الأولى لهذه الذريعة.
* التمويل الخليجي وفي مقدمته السعودي كان عاملا مهما لنشر هذه العناصر التكفيرية فلم تكتف بالدعم المادي فقط بل حولت المنهجية القرآنية بما يتناسب مع المنهجية التكفيرية وأوجدت الكثير من علماء الظلال وبنت الجامعات والمعاهد التي تتبنى هذا الفكر حتى أصبح هذا الفكر التكفيري هو الإسلام الحقيقي وما خالفه يعتبر كفرا وظلالا وخروجا عن الشريعة الإسلامية!
* مما أدى إلى عكس صورة بشعة ومشوهة عن الإسلام وأصبح العالم ينظر للإسلام بأنه دين مناقض للفطرة البشرية لأنه أصبح بنظرهم أنه دين قعود وجمود ليس له علاقة بالدنيا! فما عليك إلا أن تؤدي بعض العبادات الشكلية وتدخل الجنة! وأن الله جعل الدنيا جنة للكافر وأن جنة المؤمن هي في الآخرة! فهل هذا هو الاستخلاف في الأرض¿!
* ألم يقل الله للملائكة بعد أن فهموا أن الاستخلاف هو تسبيح وتقديس ألم يقل لهم (إني أعلم ما لا تعلمون) بمعنى أن عبادة الإنسان ليس كما فهمها الملائكة بل عبادة الإنسان هي عمارة الأرض والاستفادة منها وما في بطونها لهذا أمöر بالتفكر ولو كانت المهمة هي تسبيح واستغفار فقط لكانت الملائكة أولى بالاستخلاف في الأرض لأن منهم من هم ركع لا ينتصبون وساجدون لا يقومون ولو كان الهدف من الاستخلاف هو الآخرة فلماذا خلق الإنسان في الدنيا¿!
* لذا فالاستخلاف هو مسؤولية للنهوض والصناعة من خلال التفكر في السماوات والأرض وأيضا العمل على تحقيق سعادة الإنسان ومحاربة كل من يحاول أن يفسد في الأرض فالله لم يخلق الإنسان ويتركه بدون نور يرى به ويهتدي به بل أرسل الرسل والكتب ليقوموا بتوجيه الإنسان للطريق الصحيح طريق السعادة وكلما انحرف الناس وبدأ التناحر والظلم وصار الظلام مخيما عليهم يرسل الله رسله ليعيدوا الناس إلى الفطرة ويحققوا العدالة في الأرض ويعطيهم منهجا ودستورا للحياة إذا عملوا به تحققت لهم السعادة وإذا تركوه وأعرضوا عنه عاشوا في عيشة ضنكى فتوجيهات الله كلها تنطلق من منطلق الرحمة وليست توجيهات وأوامر جافة بل كلها لمصلحة الإنسان لكي يستطيع الاستمرار في هذه الحياة بسعادة وهناء.
* فجاء الإسلام المزيف ليبعد الناس عن القرآن بثقافة مغلوطة تجعلهم ينفرون عن هذا الدين لذلك منهم من هرب واتجه للعلمانية لأنه يرى أن هذا الدين دين جمود وأفيون للحياة! ومنهم من تعقد واتجه للإلحاد ومنهم من وقع في فخ هذا الفكر التكفيري وذهب ليحد سكينه استعدادا لذباحة من خالفه!
* حتى الجهاد الذي تكرر في أغلب صفحات القرآن الكريم أصبح مشوها وينظر إليه بنظرة ناقصة ومقززة فصار الكثير إذا ما سمع كلمة جهاد ارتعدت فرائصه ويبرز في مخيلته تنظيم القاعدة وأعمالهم وما شابهه من جماعات تكفيرية! والكثير جعل من نفسه مدافعا عن القرآن بأن القرآن لم يقصد إلا الجهاد في أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! فهل هناك خلل في القرآن الكريم¿!
* مطلقا فالجهاد القرآني هو بذل الجهد للدفاع عن المستضعفين وسعادتهم فعندما يكون هناك ظالم يسفك الدماء وينتهك الأعراض وينهب الثروات أليس جهاده واجبا لدفع ظلمه وإنقاذ المستضعفين¿! بل حتى القتال في الإسلام له أخلاق ومبادئ فلا يجوز قتل من فر من المعركة لأن الهدف ليس قتله ولا يجوز الإجهاز على جريح بل علاجه وتكريمه ولا يجوز قتل الأسير بل تكريمه وإطعامه والعمل على راحته فهل تتوفر هذه المبادئ في أصحاب الفكر التكفيري¿!
* فلأن أعداء الإسلام هدفهم هو تنفير الناس عن الإسلام فقد قاموا بصناعة الجماعات التكفيرية التي تتعمد وباستخدام كل الوسائل الحديثة أن ترسخ في أذهان العالم أن الإسلام خطر على الأمة البشرية فلا تكتفي بالتعذيب والذبح والشوي وهلم جرا من أساليب القتل بل تقوم بتوثيقها إعلاميا وبأحدث التقنيات وتنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها وأيضا في القنوات التي أنشئت خصيصا لدعم هذه الجماعات فهل هؤلاء دعاة للإسلام أم وسيلة من وسائل محاربته¿!
* ومن أهم الأهداف هو حرف البوصلة عن فلسطين وعن الجهاد ضد الاحتلال الصهيوني فالعدو الصهيوني أصبح خارج نطاق التعبئة الجهادية! ومن الغريب أنك تراهم يميلون إلى إسرائيل ويدافعون عنها أحيانا بل حتى فتاوى علماءهم لا تتطرق نحو الجهاد ضد العدو الصهيوني فبعد أن أفتوا بالجهاد في أفغانستان وهم يشاهدون المجازر التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين عادوا مرة أخرى ل

قد يعجبك ايضا