( جمهورية الحجاز العربية الإسلامية )

القبضة الحديدية لآل سعود على شعب نجد والحجاز ستنصهر عاجلا أم آجلا ولا أظن إلا أن الوقت قد أزف لرحيل تلك الأسرة الظالمة بعد أن أنف الشعب تلك الطغمة الطاغية التي استعبدته وقهرته وحكمته بالحديد والنار طيلة قرن من الزمان وبغض الشعب لحكامه ليس لأنها صادرت حقوقه الطبيعية وهي كثيرة ولعل أهمها حقه في اختيار من يحكمه وحقه في حرية التعبير والرأي والمشاركة في العمل السياسي وإنما لافتقار الدولة الأغنى في العالم إلى بنية تحتية متكاملة في مختلف المجالات الحياتية وكذا حالة العوز والحاجة للكثير من المواطنين ناهيك عن ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب والتي تزداد عاما بعد آخر وأكثر من هذا البلاء وذاك التمييز المقصود في المواطنة والحقوق مابين مواطنين من الدرجة الأولى ومواطنين من الدرجة الأخيرة كحال أبناء المنطقة الشرقية والجنوبية .
إن حالة التخدير التي أصابت شعب نجد والحجاز والتضليل الذي مورس ضده جعل من ذلك الشعب المغبون أسير وحش مفترس نهب ثرواته وخيراته حتى أصاب تلك الأسرة الحاكمة التخمة من كثرة المال المسلوب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الصفقات المشبوهة كصفقات الأسلحة على سبيل الذكر ومن جانب آخر إهدار ثروات الشعب في إذكاء الفتن والصراعات بين الشعوب وتمويل الجماعات الإرهابية الأصولية المتطرفة لزعزعة وتدمير الدول العربية وما هو أكيد أن الشعب الحجازي قد فاق من تلك الغيبوبة التي عاش فيها مائة عام حيا بجسده ميتا بحقوقه وحريته وخرج من بوتقة الخوف والقهر الذي وضعته فيه تلك الأسرة التي اتسمت بالفساد المالي والأخلاقي طيلة تلك الحقبة الزمنية وما تلك المظاهرات المليونية التي شهدتها بعض المناطق الشرقية المطالبة بتغيير نظام الحكم الملكي إلى جمهوري إلا أكبر دليل على أن شعب الألفية الثالثة ليس نفسه ما قبل مائة عام مضى ولا يمكن لعقل عاقل تحميل شعب نجد والحجاز أوزار طواغيته التي مارست العدائية والتحريض المذهبي بين شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأصابت شرخا كبيرا في نسيج المجتمع العربي والإسلامي بسبب ممارسات تلك الأسرة الظالمة بل إن من حقه علينا كشعوب عربية وإسلامية أن ننشر ما يعانيه ذلك الشعب الأبي ويعيشه من كبت وقمع وتكميم للأفواه وامتلاء السجون من خيرة أبنائه لمن ترفع أصواتهم مطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الشعب الواحد ومحاربة الفساد وتقديم المفسدين للعدالة لينالوا جزاءهم العادل بصرف النظر عن مكانة الشخص وموقعه الوظيفي وانتسابه العائلي إن ذلك الشعب الذي عانى كثيرا من حكامه تكال له عشرات التهم لكل من يرتفع صوته مطالبا بالحق أو ينتقد سوء عمل الدولة بدءا بتهمة زعزعة الامن والاستقرار ونشر الفوضى وغرس بذور الفتنة وانتهاء بتهمة الانشقاق ونزع الولاية والخروج عن ولي الأمر لذلك كله فقد سئم الشعب تلك النبتة الشيطانية التي تآمرت عليه وعلى مصالحه ومقدراته وتآمرت على أمته العربية والإسلامية خدمة لمصالح أمريكا وإسرائيل وأضحى اليوم أكثر إصرارا على تغيير نظام حكمه الذي أذاقه الويل والثبور ..
إن حكم أسرة آل سعود بات يحتضر وفي حالة الغرغرة الأخيرة وكما انتهت دولتهم الأولى على يد محمد علي باشا وابنه سنة 1822م وسقطت الثانية على يد محمد العبدالله الرشيد ستنتهي بلا ريب دولتهم الحالية على يد المظلومين المعتدى عليهم وعلى وطنهم من أبناء الشعب اليمني والمضطهدين من أبناء شعب نجد والحجاز وسنشهد ولادة جمهورية جديدة تكفل لأبنائه كافة حقوقه وحرياته وتلبي مطالبه وحاجته لينعم بخير وطنه وثرواته وتحقق الأمن والاستقرار والسلام لأشقائه وليس ذلك على الله ببعيد .

قد يعجبك ايضا