خواطر رمضانية – (15) مثنوي جلال الدين الرومي
عبدالجبار سعد
العارف بالله جلال الدين الرومي الذي تنسب إليه الطريقة “المولوية” كان يوما في مجلس علمه يدرس الطلبة مختلف العلوم الشرعية التي كان بارعا فيها وقد حدثت له حادثة قلبت حياته رأسا على عقب بعضهم يقول أن شخصا جاءه يبيع الحلوى فاشترى منه قطعة لم يستطع بعد أن ذاق حلاوتها أن يفارق بائعها وكانت هي سبب فراقه لمجلس علمه حيث ذهب في خلوة طويلة مع ذلك البائع المتجول الذي كان من أولياء الله الأخفياء واسمه شمس الدين وطالما ذكره الشيخ باسم شمس تبريز خرج بعدها بحلة أخرى من حلل المعارف فبعدما كان فقيها أصبح شاعرا يتحدث عن السكر والوجد والفناء ومختلف المعارف التي درج عليها أهل التصوف.
أملى كتابا كبيرا من الشعر المثنوي الذي يعتمد على شطري بيت وتكون قافية الشطر والعجز واحدة وهو الذي درجت العلماء على استخدامه في نظم العلوم.
أملى من هذا الشعر ما تم ترجمته للعربية بستة أجزاء ضمنها مختلف المعارف والحكايات العادية والمتداولة التي كان يعيد صياغتها لتشرح المعارف الصوفية والسلوك في طريق الله بأسلوب يسحر اللب ويهذب النفس ويبسط المعارف.
يقول العلامة أبو الحسن الندوي الذي كتب عنه في سلسلة رجال الفكر والدعوة في الإسلام: إن علماء الهند وفارس كانوا يعتبرون كتاب المثنوي مصدرا ثالثا للتزكية بالإضافة إلى الكتاب والسنة.
والندوي نفسه يعتبر جلال الدين الرومي مجدد القرن السابع الهجري في العالم الإسلامي.
الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن تأثير الإمام جلال الدين الرومي في الغرب في عصرنا الراهن تأثيرا طاغيا فالكثير ممن دخلوا الدين الإسلامي وفي مقدمتهم الداعية الإسلامي العظيم روجيه جارودوي كانوا مشدودين إلى فلسفة وأدب ومعارف الشيخ جلال الدين الرومي ومنذ أعوام اعتبر الشيخ وأشعاره الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية وهو كذلك في كل الغرب.
رحم الله العارف بالله جلال الدين الرومي ونفع به خلقه.