التنكيل والدمار.. في مهمة إنقاذ اليمن
مؤخرا تم قصف مصافي عدن أشهر وأهم قلعة اقتصادية في اليمن وأحد أولى المصافي العملاقة في الشرق الأوسط وقبلها بيوم واحد تم تسريب أخبار بأن هذه المصفاة تزود الجيش اليمني التابع للرئيس علي عبد الله صالح واللجان الشعبية التابعة لأنصار الله بالمحروقات.. إذن جاء قصفها لإنقاذ اليمن.
قرى بأكملها قصفت أكثر من مرة وكلما جاء منقذون يتم قصفهم وهم يبحثون بين الأنقاض على جثث الأطفال والنساء والشيوخ.. كل هذا لأن عناصر من أنصار الله وجيش صالح ربما ومن المحتمل أن تكون محتمية بهذه القرى المأهولة بالسكان.. لذا استدعى واجب الجوار والدين والإخاء إنقاذ اليمن ولهذا وجب على أباطرة الخيانة والدمار والتنكيل أن يبعثوا عشرين طلعة جوية حتى لا ينجو أحد من الأطفال والنساء والمنقذين فيشكل خطرا على اليمن..
في صعدة تم قصف بئر ماء عليها أسراب من النساء اللائي يتكبدن العناء والويل والسهر بحثا عن دبة ماء تروي ظمأ الصغار ولو من جوف الصخور الصماء.. كل هذه الجريمة النكراء التي أودت بحياة عشرين امرأة وإصابة العشرات تأتي في إطار تدمير هذه البئر لأنها تزود أنصار الله وجيش صالح بالمياه لذا وجب إنقاذ اليمن.
حي القاسمي في صنعاء الحضارة والروح يقصف ليشعل غضب العالم بما ألحقه من قتل أبرياء أطفال ونساء ومن ضرر بمدينة عتيقة إليها تشد رحال الإنسانية فهي قبلة التاريخ والعراقة كما تم استهداف سد مأرب ودار الحجر وزبيد وكهف أسعد الكامل وقلعة القاهرة وقلعة صيرة.. كل هذه المناطق التاريخية والأثرية تعني الكثير لليمن والعالم وبالتالي هي مصدر فخر لليمنيين وهي في اليمن حيث صالح وأنصار الله لذا يجب إنقاذ اليمن من خطرها..
هكذا على مدى ما يقارب الـ(100) يوم وطيران العدوان يحلق على شعب فقير ليقتل منه الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين ويجرح آلافا أخرى بعد أن استهدف المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات والمساجد ومصانع حليب الأطفال والمنتجات الغذائية ومقومات القطاعات الاقتصادية الحكومية والخاصة وبعد أن أطبق الحصار على منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية حتى لا يدخل الدواء.. كل هذا وخطاب العدوان السافر والمستكبر خارج سياق القيم والمنطق والعقل إذ أن كل هذه الجرائم جاءت لإنقاذ اليمن من الرئيس صالح وأنصار الله..
هكذا.. في منتهى الدجل وفي أسوأ صور الكذب والكيد يسعى الإعلام الراكع عند أقدام العدوان إلى مغالطة المجانين فقط أما العقلاء فليس في وارد فطرتهم التصديق بأن الطائرات التي يرسلها عدوان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتقصف كل شبر في الخارطة اليمنية وتنكل بالأطفال والنساء والشيوخ والرجال.. هي تؤدي مهمة إنسانية لإنقاذ اليمن..!!!!
لكن في الأساس يصعب على المجانين الذين ينظرون لجثث الأطفال المتناثرة في صعدة وفي بني مطر وفي تعز وفي عدن وفي صنعاء القديمة وفي الحديدة وفي الحواضر والأرياف أن يصدقوا بأن كل هذا التنكيل والدمار هو جاء لينقذ اليمن ..
ولهذا فقد أصيب معظم المجانين بصدمة عقلية أعادت لهم عقولهم ليقولوا للعالم هذا عدوان أكثر جرما وشناعة من مذابح الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة منذ ستين عاما.
لقد آمنت وأنا أرى عسيري يخاطب اليمنيين سندعم اليمن بكل الإمكانات في ظل قصف أحياء سكنية وقرى على رؤوس ساكنيها بأنه ومن خلفه يشتغلون خارج العقل وأن رسالة هادي ووزير خارجيته رياض ياسين لا يمكن لها أن تبرر لهم عبر الأجيال والعصور المتقادمة جرائمهم ولن تدفع عنهم وبال ما اقترفته أيديهم من سفك الدماء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
mibrahim734777818@gmail.com