المساجد التي يحل تفجيرها بمصليها

الحبيب حسين عبدالباري العيدروس أحد العلماء الكبار في حضرموت ..لا أعرف عنه شيئا مسبقا سوى نبأ استشهاده بطريقة الغدر على يد القاعدة .
حالة استهداف عالم دين في بلدنا نادرة رغم أن وطننا يعج بالمئات بل الآلاف في كل محافظة من دعاة العلم ومشايخ الدين ..ربما هذا العالم يمثل الحالة الوحيدة إن لم تخن الذاكرة والتي نالته يد الغدر على يد جماعات إرهابية فنال الشهادة.. فلماذا تستهدفه القاعدة رغم أنني قرأت عنه بعد نبأ استشهاده أنه كان منفتحا ومتنازلا عن الكثير من الخلافيات الفقهية ¿ أظن أن استهداف شخصيات بعينها وترك شخصيات أخرى له علاقة جذورها فكرية بدرجة أساسية أقصد عدم التوافق والملاءمة مع الفكر النجدي التكفيري يعرض رجل الدين لخطر جماعات التكفير والتفجير.
تحريك ورقة الاغتيالات وخلط الأوراق وسلسلة تفجيرات المساجد واستهداف جوامع معينة وتجمعات خاصة خلال الأيام الماضية جاءت متزامنة مع حوار جنيف ولا تخدم سوى الطرف الآخر! مما يؤكد ويكشف بوضوح من هو الطرف الذي له المصلحة من وراء ذلك الإجرام والذي استهدف بيوت الله..
ورغم تشدقهم ومبالغاتهم الدائمة حول اتهام انصار الله بتفجير المساجد مع أن المتتبع لتلك المبالغات سيجد أنه لا أساس لها من الصحة بدليل أنهم لا يستطيعون عرضها للناس موثقة.
هنا وأمام هذه الحقائق في استهداف دور العبادة يصمتون ولا يتطرقون لإدانة هذه التفجيرات التي يذهب ضحيتها المئات وكأنهم يستعذبون ويحللون استهداف جوامع بعينها ! غباء وشر تحمله نفوس معوجة. وكأنهم أرادوا من وراء التفجيرات التي وقعت مؤخرا إيصال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الجيش واللجان لا يسيطرون على الأرض كلية وأن دعاة شرعية هادي حاضرون وموجودون. لكنهم أفصحوا بجلاء عن أدواتهم القذرة التي يتكئون عليها .
القاعدة باتت تخوض حربها ضد الجيش واللجان في صفوف المقاومة بشكل واضح فقبل أيام سقط في تعز المدعو معاذ المشمشة أحد المنتسبين للقاعدة والكل هناك يعرف انتماءه وقد تناول سابقا مدير أمن تعز مطهر الشعيبي في مقابلته الشهيرة بصحيفة حديث المدينة قبل وقوع الأحداث عدة أسماء في تعز تنتمي للقاعدة من بينها معاذ وذكر نقطة مهمة وهي أن هناك من أهالي الحارات والسياسيين الحزبيين من يعملون على إخفائهم والتستر عليهم وهدد بكشفهم وفضحهم إن استمروا في تلك التغطية!
في عدن كذلك اختلطت القاعدة بالمقاومة في عدة مناطق…مما يدلل على أن ورقة القاعدة التي يهرف البعض أنها تابعة لعلي صالح ها هي تعمل بوضوح في صفوفهم وتخرج لتصرح وتتفاخر بعملياتها وتنعي رموزها وتهدد باستمرار شن هجماتها .
السعودية هي داعش الكبرى وهي من ترعى هذه الجماعات فكريا ولوجيستيا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. الفكر الوهابي هو المصنع الفكري لتعميق فكرة القتل غدرا وذبحا وتفخيخ مساجد ومزارات وقبور بحجة محاربة البدع وتأملوا كلمة ( محاربة )البدع!.. العملية حرب وليست دعوة لين وبالحسنى.
ما تسمى بالمقاومة تدعمها وتمونها مملكة الرمال بشكل واضح وقد عرضت قناتا الجزيرة والحدث وعدد من وسائل الإعلام خبر تكوين وإنشاء نواة المقاومة وتبني تسليحها وتدريبها.
باختصار تلتقي المقاومة المقاولة وجماعات التكفير المحاربة للبدع والضلالات بزعمها في خندق واحد ..فهل سيفهم بعض المغرر بهم من أبناء شعبنا من هم الذين لا يريدون الأمن والاستقرار لبلدنا والذين انجروا ليصبحوا أدوات تابعين لأخطبوط الشر العالمي ¿

قد يعجبك ايضا