حكم ابن عطاء الله السكندري

العارف ابن عطاء الله السكندري هو أحد أركان التصوف في مصر وفي العالم الإسلامي عاش في النصف الثاني من القرن السابع الهجري (658 – 709 هـ) وهو تلميذ وخليفة أبي عباس المرسي الذي هو خليفة سيدنا أبي الحسن علي بن عبد الجبار الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية الأوسع شهرة بين طرق التصوف.
العارف ابن عطاء كان عالما بالشريعة وعالما بالحقائق الصوفية والسلوك إلى الله.
لخص الطريق إلى الله في مجموعة حكم سميت بالحكم العطائية وتناولها الشراح كثيرا قديما وحديثا ولعل أعجب الشروح القديمة كتاب “إيقاظ الهمم في شرح الحكم” لمصنفه ابن عجيبة.
هذا الشرح يسمونه (الإحياء الصغير) نسبة إلى إحياء علوم الدين.
ومن المحدثين شرحها الشيخ الجليل القدر سعيد حوى رحمه الله.
وقام شيخنا الأجل شهيد المحراب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بشرحها في دروس مبثوثة مرئية ومسموعة يمكن العثور عليها في الشبكة العنكبوتية وفي موقعه – رحمه الله ورضي عنه – على الشبكة.
امتدح أهل الله هذه الحكم وانتفع بها سالكو طريق الله وطالبو تزكية الأنفس.
ومن هذه الحكم قوله رضي الله عنه:
من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان .. قöيúد إليه بسلاسل الامتحان.
* * * *
لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله فربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوأ حالا منك.
* * * *
أصل كل معصية وغفلة الرضى عن النفس وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضى منك عنها.
* * * *
ولئن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه فأي علم لعالم يرضى عن نفسه و أي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه.
* * * *
متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به ومتى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك والعارف لا يزول اضطراره ولا يكون مع غير الله قراره.
* * * *
ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب لديك مثل الذلة والافتقار.
* * * *
لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك ومحو دعاويك لن تصل إليه أبدا ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ونعتك بنعته فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك له.
* * * *
لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلا للقبول أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته.
* * * *
أخيرا .. رحم الله العارف بالله ابن عطاء الله ونفعنا بعلومه وعلوم الصالحين في الدارين.

قد يعجبك ايضا