إلى إخواننا في تعز !
عباس السيد
* خلال العام 2011 اكتسب أبناء تعز احترام وتقدير كافة اليمنيين بعد أن أدهشوا الداخل والخارج بدورهم الرائع في ثورة الـ 11 من فبراير التي أشعلوا فتيلها في ساحة الحرية .
وعلى مدى عام كامل كانوا مصدر إلهام وحافزا لاستمرار الصمود في جميع الساحات بالمحافظات . وأعادوا إلى الأذهان الدور النضالي الرائد الذي اضطلع به أبناء تعز في شمال اليمن وجنوبه منذ أربعينيات القرن الماضي.
في ثورة 11فبراير2011 وفي كل محطات النضال كان اليمن الجامع الموحد هو الهدف الرئيسي لأبناء تعز بمختلف انتماءاتهم السياسية ولم تكن مواقفهم ونضالاتهم ضد أشخاص أو فئات ولا ضد قبائل ومناطق بل كانت ضد سياسات وتوجهات محددة . وكانوا يواجهون خصومهم السياسيين على الجانب الآخر بهوياتهم السياسية ـ القومية واليسارية أوالإسلامية ـ بعيدا عن هوياتهم المناطقية أو المذهبية . فقد كانوا يدركون مخاطر التخندق المناطقي والمذهبي على اليمن بشكل عام وعلى تعز بشكل خاص وهذا ما لا يدركه إخواننا في ما يسمى ” المقاومة الشعبية ” التي يقودها بعض تجار الحروب ومقاوليها تحت عناوين وشعارات مناطقية ومذهبية .
ليعلم إخواننا في تعز أن محافظتهم ستكون الخاسر الأكبر من عمليات تمزيق النسيج الاجتماعي لليمنيين . وعليهم إعمال العقل فاستمرار التعامل مع بضع مئات من اليمنيين في المحافظة ” كغزاة ومحتلين ” يمنح آخرين من ضعاف النفوس وعشاق الفتنة الفرصة للتعامل مع الملايين من أبناء تعز في المحافظات ” كمغتربين ” .
إخواننا في تعز : أنتم شجعان وبواسل نعم ولكن لا تصدقوا أن حلفاءكم في محافظات الشمال انهزموا تماما في معاركهم مع أنصار الله أبدا هم أرادوا فقط تأجيل المعركة ونقلها إلى أماكن أخرى تضفي على المعارك نكهة مناطقية ومذهبية يسهل معها تنفيذ عملية التفكيك لليمن .
تجار الحروب فسخوا لها في دماج وكتاف وعمران وحجة وصنعاء وذمار وفجروها بينكم في تعز ـ إفهموها ـ تعز أيضا ليست مأرب ولا الجوف أو البيضاء .. في الجوف يمكنك أن تركöز حجر وسط الطريق وتخرج من شöقه مصروف سنة . وفي مارب تفتح حنفية النفط والغاز وتغلقه من تحت رجلك ولو احتجت أكثر اضغط ” طفي لصي ” وستحصل على مصروف يكفي القبيلة وتخرج المساجين كمان .
أما صاحب البيضاء لو اغترب ما يروح يفتح له بوفية بذمار ولا ورشة في صعدة . يروح بعييييد ” شيكاغو ليفربول ” وبالدولار والإسترليني ويزيد يجنس العائلة كلها نفر نفر .. واللي ما يغترب منهم معه رنج ومعجون كل يوم يضرب لون , أنتم أكبر الخاسرين من تمزيج النسيج الاجتماعي لليمنيين, لا بأس أن تكونوا احرارا ومستقلين ولكن ينبغي إعادة النظر في استخدام بعض المفاهيم والمفردات من شاكلة غازي ومحتل وعدو وخصم سياسي وأن نراعي حساسية الظرف الذي نعيشه .
ليس من الاستقلال والنضال أو الوطنية أن يقول البعض منا لخصم سياسي يمني :” إيش جاب عارك أونه ” بينما طائرات السعودية وحلفائها من العرب والعجم تأتي لتنفل حمولتها من الصواريخ والقذائف فوق المدينة وتذهب .
ويدمر قصر الشعب وقلعة القاهرة التي استكمل بناءها المطهر بن شرف الدين في القرن السادس عشر وما نقول له ـ على الأقل ـ : ليش تقصف عارنا وعمرنا وتاريخنا يا طويل العمر¿.
المعارك الداخلية التي تجري في تعز وغيرها من المحافظات اليمنية هي بين أحزاب ومكونات سياسية يمنية ـ بين الإصلاح وحلفائه من طرف وقوات الجيش والأمن وانصار الله كطرف ثان ـ ليست هناك معركة بين شوافع زيود ولا بين محافظة وأخرى ومن يقول بهذا الحديث إما خبيث وعميل أو غبي أحمق .