عن الإجازة الأسبوعية
جميل هو اقتران عودة الإجازة الأسبوعية إلى الخميس بدلا عن السبت وتزامن هذه العودة مع اليوم الأول لشهر الصوم الكريم. وربما ما يزال عدد من القراء الذين يتابعون هذه الصفحة يتذكرون أنني كتبت في هذه الزاوية أكثر من مقال أعترض فيه تحويل الإجازة من الخميس إلى السبت لسبب واحد ورئيس وهو أن الأسبوع بالنسبة لنا نحن المسلمين يبدأ بالسبت ولكن الصمم وعدم قبول الرأي المخالف قد أفضى إلى أن يكون السبت إجازة والخميس يوما للعمل.
ولقد كنت وما زلت أتفق مع ما طرحه البعض من أن الأيام لله وأن التوافق هو الذي جعل السبت أول أيام الأسبوع وأن خرم بدايته أو إخراجه من سياقه المتعارف عليه يشكل شعورا بعدم الألفة ومخالفة لما اعتاد الناس عليه.
أما ما قيل يومها عن الأسباب الاقتصادية وارتباط المعاملات البنكية بأولئك الذين يجعلون من يوم الأحد أول الأسبوع فهو مبرر ضعيف لا يقوى على الثبات لأنه من حق البنوك أن تختار لنفسها أياما للتعامل تتفق مع نظامها إن كانت هناك تعاملات حقيقية وبالحجم الذي يدعو إلى التغيير وأتذكر أنني تناولت هذا الموضوع بإسهاب وأرجعت سبب تحويل الإجازة من الخميس إلى السبت إلى حالة الفراغ التي كانت تعاني منه حكومة الوفاق وأنها حاولت من خلال ذلك القرار الذي لقي رفضا شعبيا إثبات وجودها وأنها قادرة على التغيير ولو في هذا الشأن الذي لا يقدم ولا يؤخر في حياة الناس ولا في حياة البلاد التي ظلت تعاني من التدهور والانقسام.
ولا أخفي في هذا الصدد أن أصواتا ارتفعت -يومئذ- لا لتأييد ذلك الإجراء أو مخالفته وإنما لتقول إن الناس في هذه البلاد لا يعملون شيئا وأن الغالبية منهم تعيش أيامها في حالة إجازة دائمة بما فيهم هذا الحشد الهائل من موظفي الدولة الذين يغيبون عن أعمالهم شهورا أو يواجهون ساعات العمل اليومية بالشكوى والتذمر من الفراغ مما يستدعي وقفة إدارية مسئولة تعيد تنظيم هذه الطاقة المهدرة وتعمل على تدريبها وتوزيعها وفقا للاحتياجات وهو أمر يتطلب وعيا إداريا وشعورا بأهمية هذه الطاقات المهدرة وإنقاذها مما تعانيه من فراغ جعلها كما مهملا يكلف الدولة ولا يفيدها في شيء بل يدفع بالأجهزة الحكومية إلى الترهل والتمدد غير المنتج وغير المفيد.
لقد أحسنت الخدمة المدنية بإعادة الإجازة الأسبوعية إلى الخميس بدلا عن السبت ولكن عليها أن تتابع إحسانها وتبدأ النظر في تصحيح المخالفات التي ترتكبها الأجهزة الإدارية في توزيع الأعمال وفي استمرار رفد المؤسسات بالعاطلين أو بالأصح المعطلين الذين لا أعمال لهم إلا أن يذهبوا إلى المرافق الحكومية يوميا لمشاهدة طلعة المسؤولين والعودة إلى منازلهم في حالة من الفراغ الذي يكشف عن خلل بنيوي في كيان الدولة ونظامها المهترئ العتيق.
الشاعر ماجد عبدالله في ديوانه «مجرد أحاسيس»:
إذا نجح الشاعر في نقل نبض أحاسيسه إلى الورق من خلال لغة سليمة ورؤية فنية شعرية فقد دخل دنيا الشعر من أوسع أبوابه والشاعر ماجد عبدالله واحد من الشبان الواعدين الذين استطاعوا أن يعبروا عن أحاسيسهم من خلال لغة تجمع بين العامية والفصحى وتعكس نبض العواطف والمشاعر بوضوح وبساطة. والديوان صادر عن دار أطياف للطباعة.
تأملات شعرية:
تعبتú فوق أوراقها
الكلمات
ولما تعدú ترتجي
أو تضيء
فقد أطبقت حولها الظلماتú.
قل لمن صنعوا هذه الحال
رفقا بأمتكم
وبأنفسكم
قد أسأتم لما قد مضى
فاحذروا أن تسيئوا
لما هو آتú.