أدوات القتل.. لاتفرöق بين أحد منهم

من يعتقد أن بداية العدوان على اليمن كانت بقصف الطائرات فهو مخطئ ولا يعي الحقيقة برمتها فمنذ أن تأسس نظام آل سعود كان من جل اهتماماته وأولوياته هو تدمير اليمن أرضا وإنسانا.
عندما رأى النظام السعودي التعايش والتآلف بين اليمنيين اتجه إلى زرع بذرته الخبيثة البذرة التي كان دائما ومازال يراهن عليها لشق الصف والتي تجعل من الحقد والتفرق والقتل عقيدة دينية وعملا صالحا يؤجر فاعله!
هذه البذرة تجسدت في الفكر الوهابي التكفيري الذي سعى آل سعود جاهدين لنشره في أوساط اليمنيين وخصص الملايين والمليارات بل وبنى المراكز والجامعات لمسخ الهوية اليمنية واستبدالها بهوية التكفير والحقد والتدمير.
منذ أن دخل هذا الفكر حلت اللعنة على اليمنيين وبدأ هذا السرطان يستشري لكن ما أزعج النظام السعودي أن هذا السرطان لم ينتشر بكثافة بل الحكمة اليمانية كانت له بالمرصاد صحيح أن اليمن ذاقت مرارة هذا المرض بما حصل من تفجيرات واغتيالات وحروب وغيرها لكن الهدف الأكبر لآل سعود لم يتحقق.
فقد كان الهدف الأهم لآل سعود هو تحقيق الاقتتال الطائفي بين اليمنيين وجعل اليمن أشبه بالعراق وأفغانستان لكن هذا الهدف ظهر جليا أنه هدف صعب ومستحيل أن يتحقق في يمن الإيمان والحكمة.

في السنوات الماضية بدأ النظام السعودي باستهداف الكوادر اليمنية من مفكرين وأكاديميين وسياسيين وضباط وجنود وغيرهم من هامات الوطن وقد تنوعت طرق الاستهداف فتارة عن طريق الاغتيال وتارة أخرى عن طريق السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وأحيانا باسقاط الطائرات بحوادث غامضة!
ولا يخفى أيضا أنهم عمدوا إلى دعم عملائهم لعرقلة عملية التحول السياسي والمضي قدما نحو يمن خال من الفساد ويمن يسعى للتحرر من هيمنة مثلث الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل ومملكة آل سعود لكن اليمن وجه صفعة قاصمة في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عندما استصأل علي محسن الذي كان يشكل عاملا مهما لاستمرار هيمنتهم وفرض قراراتهم مما جعل من دميتهم عبدربه هادي آخر آمالهم في الاستمرار في التحكم بالقرار السياسي في اليمن تنبه الشعب اليمني أن عبدربه هو الآخر لعبة بيد دول الاستكبار وتبين من خلال مكالماته مع مدير مكتبه أحمد بن مبارك أنه يسعى لتنفيذ أجندة الخارج من تقسيم اليمن إلى أقاليم وتفجير للوضع الداخلي وإعاقة للحل السياسي فأبى اليمن إلا أن يكون حرا رافضا لكل وصاية عليه وعزم على ألا يسمح لأي عميل على عرقلة مساره.
عندها أيقن آل سعود أنهم فقدوا كل آمالهم في فرض هيمنتهم على اليمن أي بالأصح خسروا اليمن فلم يكن أمامهم إلا خيار وحيد وهو خيار المواجهة علنا كاشفين عن أقنعتهم وأهدافهم وأن كل جهودهم وأموالهم التي بذلوها باءت بالخسارة والفشل معلنين هزيمتهم أمام يمن يأبى الضيم والهيمنة والاستعباد وأن حريته لن تشترى مهما كلف الأمر.
لم تتغير سوى أدوات القتل فبدلا من استهداف الشعب والمؤسسة العسكرية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة تطورت إلى طائرات وبارجات! كما أصبح قرن الشيطان يناطح يمن الإيمان بنفسه بدلا عن عملائه وأوليائه.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر تبين فشل الأداة الجديدة لهذا العدوان الغاشم وأنها لم تحقق أهدافا تذكر لذا ظهر أنه يريد أن يعود لما بدأ به في بداية عدوانه وهي الأداة الروتينية بالنسبة له وهي استهداف الناس في المساجد والطرقات عن طريق سياراته المفخخة والأحزمة الناسفة وهذا إن دل إنما يدل على أنه شعر بورطة حقيقية بعدوانه على اليمن وأنه لم يجن أية ثمار منه سوى سخط شعوب العالم وتكبد الخسائر واستöعار النار في أراضيه.
وهذه بشرى لليمنيين أن ثباتهم وصمودهم كان فعالا وأربك آل سعود ولم يعد لديه أي خيار آخر إلا الرضوخ لمشيئة هذا الشعب والكف عن عدوانه وترك اليمن يقرر ويخطط لمستقبله دون وصاية من أحد (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

قد يعجبك ايضا