ماذنب بنك الإنشاء في صعدة ¿

هل كتب على كل شيء في هذا البلد التدمير أرضا وإنسانا وعمرانا ¿ هل كتب علينا العيش بصورة غير طبيعية والعودة لزمن الخيام والكهوف والحمير والخوف والتجرد من كل شيء بما في ذلك الفرح والتطلع والأمل ..¿!
بالله عليكم ما ذنب البنك اليمني للإنشاء والتعمير / فرع صعدة ذلك المبنى الباذخ الجمال والمسالم حتى في شكله وهيئته ما ذنبه حتى يقصف ويدمر تماما بدون سابق إنذار أو مبرر يذكر عدا أنه وجد بصعدة يقدم مهامه ورسالته بطريقة مهنية ومحايدة اخلص القائمون عليه على مستوى الإدارة العامة والفرع لتلك الرسالة وظلوا يعملون في قلب الصعاب يشجعهم في ذلك خلو ساحتهم من أي ممارسات أو انحيازات أو أعمال خارج القانون أو مخالفة لأدبيات ونظام البنك الذي تأسس عليها وكان وما يزال المنشأة المصرفية الأولى التي تأسست وخدمت الاقتصاد الوطني من بعد ثورة سبتمبر وأكتوبر وحتى اليوم .!
المهم أنه وحسب تأكيدات شهود عيان وإدارة فرع البنك وجهات محايدة لم يكن يتواجد في المبنى أثناء القصف أحد غير حراسته وكذلك هو الحال قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه حيث لم يكن يوما مقرا لتجمع أي من عناصر الحوثي أو غيره…
البنوك والمستشفيات والمرافق الصحية وما في مستواها لم تسلم من التدمير والحرب المجنونة في بلادنا مع أن أخلاقيات الحروب المتعارف عليها في العالم كله تحتم على أطراف الصراع عدم المساس بها البتة فهذه المرافق تظل محايدة تؤدي رسالتها وتقوم بمسؤولياتها المتعلقة بحياة وأقوات ومصالح الناس على أكمل وجه تحظى بالحماية والتحوط الشديدين من إحداث أي اضرار بها قد تؤثر على أدائها وهذا المبدأ الثابت لم تحظ به كثير من بنوك ومشافي اليمن لليوم وهذا البنك الذي يرتبط بوجدان وذاكرة اليمنيين كان واحدا منها..
طبعا فرع هذا البنك اليمني للإنشاء في صعدة والمصمم بتقنية حديثة تلقى بصورة مباشرة ومقصودة عددا من صواريخ الطائرات الحربية التي سوته بالأرض ويستدل موظفوه وشهود عيان على استهدافه بتلك الصورة التي لا لبس فيها بتكرار قصفه فبعد مقاومة كثير من مرافقه للقصف وللقوة التدميرية التي احدثتها الصواريخ مستفيدا في ذلك الصمود المؤقت من تصميمه الجيد الذي مكنه من البقاء واقفا كالأشجار التي تموت واقفة عادت الطائرات من جديد لتكرمه بعدد من الصواريخ التي كانت – بالفعل – كفيلة بدك قواعده وأركانه واحالته إلى ركام وأطلال .
متى سيدرك الجميع وتحديدا الذين يباركون هذه الأعمال التدميرية وينقلون المعلومات الاستخباراتية بأن ما يتم تدميره وقصفه من منشآت ومرافق وبنى تحتية ليس ملكا لعلي عبدالله صالح أو لعبدالملك الحوثي أو لغيرهما أبدا وإنما هي ملك للشعب اليمني لأبناء وأحفاد من أيدوا العاصفة والتدخل الخارجي ولأبناء وأحفاد من رفضوها أيضا..¿!
إن الذي يجري سواء تسبب به هذا الطرف أو ذاك أو تسبب به الجميع بقدر ما سيخلق واقعا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا مسدود الأفق ومأزوما حتى العظم والنخاع فسوف يفتت النسيج المجتمعي ويدمر المبادىء والأخلاق وكل المشتركات بيننا كيمنيين وسيجد الجميع أنفسهم بفعل هذا الأمر المعيب فاشلين تائهين عاجزين عن ايجاد ذواتهم وتمكينها من التشكل واستشراف المستقبل بحرية وثقة وإرادة .

قد يعجبك ايضا