الولايات المتحدة الأمريكية تهرع لإنقاذ آل سعود من مستنقع اليمن
كتب الكاتب والمحلل السياسي السعودي حسن العمري في مقال له حول إنقاذ آل سعود من مستنقع اليمن جاء فيها : الخسائر الكبيرة التي أخذت تلحق بقوات العدوان السعودي على اليمن أربكت حسابات آل سعود وحليفهم الستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية ما دفع بالأخيرة للدخول على خط الوساطة متوسلة الوسيط العماني النزيه لفتح باب حوار مع الحوثيين بغية وضع حد لهذه الحرب بما يحفظ ماء وجه الرياض على أقل تقدير بإعلان هدنة جديدة تحت مسمى «شهر رمضان» لإنقاذ سلمان وأبنه وسائر رجالات الانقلاب الأبيض للإدارة الأمريكية داخل الأسرة الحاكمة من ورطة المستنقع اليمني الخطيرة قبل سقوطهم في هاوية فقدان العرش. فقد كشفت الحصيلة الأولية من أن خسائر قوات التحالف السعودي – العربي – الأمريكي – الإسرائيلي على الشعب اليمني آخذة بارتفاع غير مسبوق حيث تمكنت قوات اللجان الشعبية والجيش والقبائل اليمنية وأنصار الله وبعملياتها الدفاعية من قتل أكثر من 170 قتيلا وإصابة أكثر من 1700 عسكري سعودي بينهم ضباط كبار وأمراء إلى جانب تدمير 180 دبابة و230 مدرعة و200 طقم عسكري إلى جانب اغتنام 40 ناقلة جنود وأكثر من 4200 صاروخ من أنواع وطرازات مختلفة منها صواريخ أرض أرض وكذلك مدافع هاون ورشاشات وقناصات وقذائف. الخسائر السعودية لم تقتصر بهذا الحد حيث تمكنت المضادات الجوية لوحدات اللجان الشعبية والجيش اليمني من إسقاط عدة طائرات ومروحيات اف 15 واف 16 وآباتشي.. بالإضافة إلى تدمير عدة طائرات حربية في قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعد تدميرها بالكامل إلى جانب السيطرة على سفينة ناقلة مواد غذائية وأربعة زوارق عسكرية بكامل العتاد. كما تمكنت القوات اليمنية من السيطرة على عشرات المواقع العسكرية السعودية الستراتيجية منها: موقع المنارة والرديف والمعزاب ونبعان وصعبان والنجروب الشرقي والنجروب الغربي وصلاح وتويلق وخطياش والحطيمي والحصبة والنهضة ويطهن والدود وجحفلان والغاوية والرياحانة والنار والدخان وإم بي سي وغيرها.. فيما استهدفت مواقع أخرى في جيزان ونجران وعسير وأبها وخميس مشيط وقصفت موقع شركة أرامكو النفطية وغيرها. الكم الهائل من خسائر القوات السعودية أدى غالى تفشي القلق والخوف والفزع بين صفوفها وزاد من وتيرة هروب منتسبيها ما دفع بوزارة دفاع آل سعود إلى فتح باب التجنيد تحت عنوان وجود «وظائف شاغرة في حرس الحدود» ومنح امتيازات مغرية كبيرة لكل من يقرر الالتحاق بقواتها لا تتواجد في أي جيش آخر إلا أن الإعلان لم يستهو أحد ولم يتقدم أحد بل إن مشاهد فرار الجنود من المعارك مع الجيش واللجان الشعبية اليمنية جعلت الكثير يعزفون عن فكرة الالتحاق بالجيش السعودي فيما تم تداول عشرات آلاف المشاهد عبر اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى لفرار جماعي للجنود السعوديين المحصنين والمزودين بأقوى الأسلحة أمام عدد قليل من اليمنيين الذين قرروا فتح جبهة الحدود ردا على العدوان الذي طال الأخضر واليابس في بلدهم. موقع «المانيتور» الأمريكي ونقلا عن الباحث الأكاديمي الأيرلندي المرموق «فريد هاليداي» صاحب كتاب «صراع سياسي في شبه جزيرة العرب» كتب أن «مليارات الدولارات التي دفعتها السلطة السعودية طيلة السنوات الماضية للكثير من السياسيين وشيوخ قبائل اليمن لم تعد تجديها نفعا وانقلب السحر على الساحر والسعودية آخذت بالغرق في المستنقع اليمني ما أقلق الحلفاء في البيت الأبيض ودفعهم نحو الدخول في مباحثات مباشرة مع الحوثيين». إلى ذلك كشفت مصادر موثقة أن «مسؤولين عرب وأمريكيين رفيعي المستوى من إدارة الرئيس باراك أوباما التقوا سرا مع وفد من الحوثيين الأسبوع الماضي في مسقط بهدف البحث في عملية وقف دائم للحرب في اليمن وتهدئة الأوضاع فضلا على إطلاق سراح 4 أمريكيين محتجزين هناك. وهو ما اعترفت به مصادر رفيعة في البيت الأبيض في حديث لهم مع قناة الـCNN الأمريكية مساء الثلاثاء..أدى للإفراج عن الصحفي الأمريكي كيسي كومبس. وقالت المصادر: إن اللقاء الذي سبق لصحيفة «وول ستريت جورنال» الكشف عنه قادته مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون وبمشاركة سفير الولايات المتحدة في اليمن ماثيو تولر ومسؤولين عمانيين. ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أكدت ذلك في إفادة صحفية مضيفة « لا يمكن إلا أن يكون حل الصراع في اليمن سياسيا وأن على جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيون الالتزام بالمشاركة في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة» كاشفة عن مساعي البيت الأبيض لإيجاد مخرج للحرب على اليمن ربما يحفظ بعض الشيء من ماء وجه آل سعود المهدور وهو ما رفضه الحوثيون حتى الآن.
* نقلا عن «المنار»