رقص تحت القصف .. عظيم يا ابو يمن ..!!
تستهويني المشاهöد التلقائية المثيرة .. ليس هربا من الملل ولا انبهارا بالمهارة وإنما لأن بعضها من النوع الذي يجدد عندك الانتماء ويصب بالنيابة عنك اللعنات على من يفصلون السياسة عن الأخلاق ومحبة الوطن عن أبجديات الوفاء لتربته وناسه .
· صباح الأمس وقفت على مشهد من مشاهد كثيرة جعلتني أردد بصوت مسموع كم أنت عظيم أيها اليمني .. ما أروعك وأنت تجمع بين حب الحياة وبين القدرة على الصبر ورفض الخنوع والخضوع إلا لله .. ولعل في سرد المشهد إهداء لعله يلفت نظر السياسي الأصيل والشيخ غير الانتهازي والقائد العسكري الذي لا يبيع شرفه بسقط المتاع والوعود .
· رقصة برع تداخلت فيها أصوات الطاسة والمرافع مع أصوات طائرات العدوان ومضادات إثبات الوجود .. كان لافتا أن من بدأ رقصة البرع شخص واحد وكأنه يقول تعالوا .. اخرجوا الجنابي من مخابئها وأكدوا مهارة المحارب اليمني القديم في رقصات برع لسان حالها ليس بيننا من يخاف وليس اليمنيون من يبحثون عن ملاجئ حتى ونحن مطالبون أن نأخذ بالأسباب لكنها شجاعة اليمني وقوة بأسه وهو يؤدي رقصة البرع غير عابئ بقصف طائرات عدوان يستبيح السماء ويحاصر البر والبحر والجو .
· وجدتني أردد : ما أعظمك يا ابو يمن وأنت تتحدى الظروف والعدوان والخيانات والحصار وتستدعي أحد مشاهد الرجولة والفرح مخرجا لسان السخرية تلهب مشاعر الوطنية وتستدعي الحلم اليمني والأمن الوطني المعتدى عليه من أطراف محلية ودولية تتسابق على تشويه وجه الوطن .
· كان لافتا أن أحد الراقصين وهو يستعرض أداءه الرجولي وحساسية الإبداع لم يهتم بكون مظهره لا يدل على ظرف اقتصادي مستقر لكنه يكشف عن رجولة وعن إحساس بالثقة بالنفس وإعطاء الانطباع بأن هذه الخناجر السبئية وهي تلمع إنما تؤكد أن أحفاد الأجداد العظماء الفاتحين بالتجربة والمعرفة والمقاربة هم أكبر من أن يقبلوا الإذلال .
· يؤدون رقصة البرع تحت أصوات القصف ” المشهد بالنسبة لليمنيين عادي ” وليس إلا استحقاقا لمشاهد لا تقل ثقة وبأسا عن مشاهد كثر يخالف فيها المواطنون التعليمات التي تقضي بأخذ الحيطة والحذر ويصعدون إلى أسطح المنازل ويمضغون القات في الأرصفة تحت القصف ليؤكدوا أن الله وحده هو من يملك الأرواح وبأن الجميع في ذمة الله .
· في الدنيا كلها يهرب الناس إلى الملاجئ مع أول صافرة للإنذار .. ويغادر كل قادر وطنه إلى الخارج فيما لم يكن لآلاف العالقين في مطارات العالم من أمل أكبر من أمل العودة إلى بلدهم المشغول والمنكوب بالعدوان الخارجي وبالصراع الداخلي وتعدد جبهاته ومسارحه ..
· أتحدث هنا عن شجاعة شعب عن تاريخ وقضية ووجدان وإحساس وموهبة قادرة على القفز فوق العدوان وفوق الجراح وهو مالم يفهمه معتدون محكومون بالغطرسة والاستكبار ومقاولو حروب محليون يقدمون الثورات بآلية الحروب والأزمات ويقدمون مفهوم المقاومة والممانعة بهوس إحراق محافظاتهم درجة استدعاء حروب الشوارع غير ملتفتين لردود أفعال شعب عانى ويعاني من الوجع العظيم حتى صار لسان حاله .. احذروا تحدي شعب لم تتركوا له ما يخسره .