السعودية تراهن على تكفيريي حضرموت

إغراق لـ »القاعدة« بالسلاح… بالتحالف مع »الإصلاح«

في الثاني من شهر نيسان الماضي بعد ثمانية أيام على بدء السعودية عدوانها على اليمن شن تنظيم «القاعدة في اليمن» هجوما كبيرا في محافظة حضرموت تمكن خلاله من السيطرة على مدينة المكلا مركز المحافظة ومرفأها وبالتالي إسقاط عاصمة حضرموت التي تمثل ثلث مساحة اليمن. في ذلك الوقت كانت التوقعات والشكوك بشأن إطلاق التحالف عملية برية لمواجهة الجيش وحركة «أنصار الله» تهيمن على المشهد اليمني في ظل تعذر ذلك لأسباب سياسية وعسكرية.
حركة «القاعدة» في المحافظة ذات الحدود الأطول مع السعودية وفي هذا التوقيت تحديدا جاءت لتعكس علاقة «تخادم» واضحة تربط السعودية بالتنظيم المتطرف الذي اتخذ من «حماية حضرموت من الحوثيين» شعارا لهجومه ليبدو وكأنه ينفذ الأهداف العسكرية البرية التي تعجز السعودية عن تنفيذها بنفسها.
إلا أن معطيات جديدة أفرزها العدوان السعودي المستمر حتى اليوم أخرجت الحديث عن علاقة الرياض والتنظيم في اليمن من دائرة التكهنات والترجيحات مؤكدة أن العلاقة بينهما ليست تقاطعا في الأهداف وحسب ولا أن «القاعدة» قد استفاد من فوضى الحرب القائمة ليزدهر ويعيد انتشاره في مناطق معينة بل هي تشير إلى دعم مادي تقدمه السعودية للتنظيم الذي بات على ما يبدو حصانها الأخير في اليمن.
«المجلس الأهلي» هو تسمية جديدة لتجمع عناصر ليست بعيدة عن «القاعدة»
صحيفة «الأخبار» حصلت على معلومات مسربة من جهاز استخبارات عسكري أوروبي عبر مسؤول أوروبي متقاعد عمل لزمن طويل في دوائر المؤسسات الدفاعية في بلده تبين أن السعودية تمد «القاعدة» في المكلا بالسلاح. المعلومات التي جرى تسريبها لأنها تتضمن حقائق «مفزعة» بحسب الجهة الاوروبية التي نقلتها استمد بعضها من صور التقطتها الأقمار الاصطناعية في 4 أيار الجاري تبدو فيها طائرات شحن من دون أرقام تسجيل تقوم بإنزال صناديق رجح التحليل الاستخباراتي أنها تحتوي على صواريخ «تاو» كتلك التي في حوزة فصائل «المعارضة السورية».
معطيات أخرى تفيد بأن هذا الواقع «يثير مخاوف» لدى الأمريكيين الذين كثفوا عملياتهم الجوية أخيرا ضد قياديين من «القاعدة» في حضرموت على وجه التحديد. ففيما كانت الطائرات الأميركية من دون طيار تمضي في تنفيذ استراتيجيتها في اليمن ضد «القاعدة» كانت الطائرات السعودية (بدعم أمريكي سياسي واستخباري ولوجستي للمفارقة) تنفذ عملياتها ضد «أنصار الله» القوة الوحيدة التي تحارب «القاعدة في اليمن» ميدانيا والتي تمكنت من تكبيدها خسائر كبرى ولا سيما في محافظتي البيضاء وإب وسط البلاد منذ ما قبل الحرب السعودية.
هذا الواقع المتداخل والمتشابك الذي وسم العدوان السعودي على اليمن يعزز النظرية التي تقول إن واشنطن والرياض لم يعملا ككتلة واحدة متجانسة في الملف اليمني وإن الادارة الأمريكية متوجسة من أداء السعودية المتفلت إلى أقصى الحدود في حربها على اليمن. ولعل هذه الريبة الأمريكية هي ما دفع الرياض إلى القيام بخطوة سريعة في حضرموت نقلت فيها المراكز الحكومية في المكلا من أيدي «القاعدة» إلى أيدي ما يسمى «المجلس الأهلي الحضرمي» في «حفل تسليم وتسلم» وبسلاسة تامة احتفى بها الإعلام السعودي الذي ركز في مقال نشر أخيرا في صحيفة «الشرق الأوسط» على أن قوة من أهل المدينة باتت تدير المؤسسات الحكومية فيها بعدما «انتفض» هؤلاء على «القاعدة». في وقت كان فيه الإعلام الغربي ومصادر محلية عدة قد أكدت فيه أن التنظيم تمكن من السيطرة على المدينة في أوائل نيسان الماضي بواسطة نحو 200 مقاتل فقط ومن دون مواجهات تذكر بعد انكفاء مريب لقطعات الجيش الموالية لهادي (التي كانت تفوق المهاجمين عددا وعدة).
ولكن لماذا يتصرف «القاعدة» بوداعة مطلقة إن جاز التعبير في المكلا ويضحي بسلطته على محافظة هي الأكبر والأغنى من حيث الموارد في اليمن¿ في الواقع إن «المجلس» الذي يروج على أنه «تشكيل يضم ممثلين عن أهالي حضرموت» هو مجرد تسمية جديدة لتجمع عناصر قبلية إسلامية ليست بعيدة عن فلك «القاعدة» وترتبط بغالبيتها بحزب «الإصلاح» (الفرع اليمني من «الإخوان المسلمين») في محاولة لـ«تلطيف» الواقع في المدينة وإخفاء الدينامية الواحدة بين مسارات العدوان وبين نشاط «القاعدة» هناك. ومن هذا المنطلق يمكن أيض

قد يعجبك ايضا