ماذا بعد قصف تحالف العدوان السعودي مؤتمر جنيف¿
لم يتوانى تحالف العدوان السعودي على اليمن لحظة واحدة في ارتكابه أفضع وأبشع جرائم الإبادة الجماعية لأبناء اليمن والذي وصل إجرامهم إلى قتلöهم أطفالنا قبل ولادتهم ناهيك عن تدميرهم لمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ومقدراتها منتهجا هذا التحالف الحاقد سياسة الأرض المحروقة والذي رافقه صمت عربي ودولي مخز حيال تلك الجرائم
إلا أن هذا الصمت الدولي لم يمكث طويلا فقد أدرك المجتمع الدولي أن هذا العدوان السعودي على اليمن لم يسهم في حل الأزمة بل أدى إلى زيادة التعقيدات في المشهد اليمني ما نتج عنه التدهور الكلي المتسارع للأوضاع الأمنية في اليمن وجعل المستفيد الأول من نتائج هذا العدوان هي تلك القواعد الإرهابية المتواجدة في اليمن بمختلف أنواعها ومسمياتها وكياناتها وهو ما سمح لهذه القواعد الإرهابية من توسيع سيطرتها على الأراضي اليمنية وزيادة عملياتها الإرهابية داخل اليمن وخارجه ولإدراك المجتمع الدولي المتأخر كعادته خطورة تلك الأوضاع الأمنية التي آلت إليها في اليمن وأنها أصبحت تهدد السلم الدولي فقد سارعت الأمم المتحدة إلى تبني عقد مؤتمر في جنيف لحل الأزمة اليمنية الذي دعا إليه الرئيس السابق / علي عبدالله صالح بحيث يكون الحوار يمني يمني
فما أن تأكد قادة تحالف العدوان السعودي أن الأمم المتحدة جادة في سعيها لحل الأزمة اليمنية وخاصة عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة موعد بدء عقد مؤتمر جنيف في يوم الخميس تاريخ 28 مايو وكأن بان كي مون بإعلانه هذا قد قصف قادة التحالف بقنبلة أشد من تلك القنبلة الفراغية المدمرة والمحرمة دوليا التي ألقاها العدوان السعودي الغاشم على اليمن في عطان حتى سارع قادة السعودية إلى قصف مؤتمر جنيف بإعلانهم عقد مؤتمر الرياض ولم يسالوا أنفسهم لحظة واحدة بأي صفه يدعون لهذا المؤتمر متناسين ومتجاهلين أن المملكة وحلفاءها أصبحوا بعدوانهم السافر على اليمن خصما وليس أي خصم بل خصم فاجر وحاقد وأنها المملكة لم تعد طرفا مصلحا بين الأطراف اليمنية المتنازعة إلا أنها رغم كل ذلك فقد فرضت السعودية أجندتها على مؤتمر الرياض الذي عقدته بين ممثلين يمنيين جميعهم في الأصل يمثلون طرفا واحدا من أطراف الأزمة أما الأطراف السياسية الأخرى فهي الأطراف المتواجدة والمسيطرة على الأرض اليمنية والدليل على ذلك هي تلك المخرجات الهزيلة لمؤتمر الرياض التي تلبي طلبات ذلك الطرف المقيم في الرياض والتي زادت من التأزيم للأزمة اليمنية
وقد أرادت السعودية أن تكون مخرجات مؤتمر الرياض هي المظلة التي تنطلق من خلالها الأمم المتحدة في حل الأزمة اليمنية
ولأن الأمم المتحدة وجدت أن تلك المخرجات لا تسهم في حل الأزمة باليمن لذلك أصرت الأمم المتحدة الاستمرار في تحضيرها لمؤتمر جنيف المزمع انعقاده في موعده المحدد فوجد قادة العدوان السعودي أن مؤتمر الرياض لم يؤت لهم أكله حسب أهوائهم فوجدوا أنفسهم يسيرون في الاتجاه المعاكس لمسار الأمم المتحدة في حل الأزمة اليمنية والذي من شأنها سحب وصايتها على اليمن
فكان رد قادة العدوان السعودي على هذا الإصرار قيامهم برفع وتيرة القصف الجوي والبحري والبري على اليمن إلى أعلى درجاته بما يزيد من رصيدهم الإجرامي بارتكابهم جرائم الإبادة الجماعية لأبناء اليمن
إلا أن أبناء اليمن رغم كل ذلك تحمل ولا زال يتحمل ما يقترفه العدوان السعودي من جرائم على أمل أن الأمم المتحدة ماضية في السير لعقدها مؤتمر جنيف لحل الأزمة إلا أنه كان القصف الحقيقي والصاعق على أبناء اليمن هو إعلان الأمم المتحدة تأجيلها عقد مؤتمر جنيف إلى أجل غير مسمى والذي نعتقد إن لم نكن متأكدين أنه كان هذا التأجيل نتيجة لمساعي الشر الذي يقوده قادة العدوان السعودي على اليمن الذين سخروا كل مقدراتهم وإمكانياتهم وكل ما يملكونه ودفعوا الغالي والنفيس لإلغاء مؤتمر جنيف وليس تأجيله إلا أن الله لم يمكنهم من ذلك
فماذا بعد أن قصف تحالف العدوان السعودي مؤتمر جنيف ¿
كان تأجيل عقد مؤتمر جنيف بمثابة السماح للعدوان السعودي بالاستمرار في ارتكابه مزيدا من جرائم الإبادة الجماعية لأبناء اليمن ولكن للأسف هذه المرة مسنودا بغطاء دولي مؤقت
لذا ندعو مجلس الأمن أن يضطلع بمهامه التي من شأنها وقف العدوان السعودي على اليمن وإدانة مرتكبيه وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبتهم
كما ندعو الأمم المتحدة إلى التسريع في تحديد موعد قريب جدا غير قابل للتأجيل لعقد مؤتمر جنيف للبدء في السير لحل الأزمة اليمنية
وأتمنى أن يكون مؤتمر جنيف تحت شعار ” صدق حسن النوايا أساس حل الأزمة اليمنية ”
والصدق في حسن النوايا ليس مقتصرا فقط على أبناء اليمن المتحاورين بل يجب أن يحملها أيضا جميع رعاة هذا المؤتمر وكل من يريد أن يساهم في حل الأزمة اليمنية.
ورسالتي إلى أبناء اليمن المتقاتلين فيما بينهم أوقفوا