حوار جنيف.. مع من ومن أجل ماذا ¿!
# ترى ما الذي سيحمله المتحاورون في جنيف.. وعلى ماذا يتحاورون.. ومع من الحوار أو بعبارة أخرى من هم أطراف الحوار..¿
الآن وفي ظل العدوان السعودي على اليمن كيف سيكون شكل الحوار المزمع عقده في جنيف.. وفي ظل الاختلافات والتباينات الحاصلة فإنه ينبغي أن تكون هناك رؤية موحدة لدى المتحاورين..
* يفترض بمن سيغادرون للحوار في جنيف ألا يغادروا بجعب فاضية بل يجب أن تكون لديهم الحلول لإدارة البلاد وحل الأزمة لقطع الطريق أمام التدخل الخارجي ولكي لا نستجدي أو ننتظر أن تفرض حلول من الخارج..
* وإذا لم تتم إدارة الأمور من الداخل فلا جدوى من الحوارات في الخارج.. فلا مزيد من الوقت لتضييعه في حوارات قد تطول بدون جدوى ولسنا بحاجة لإملاءات خارجية وضغوطات قد تفرض تحت مبرر تقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول وهي قد تكون تمهيدا لإيجاد الانشقاقات والاختلافات في ما بيننا وزرع الفتن في وطننا وتغذيتها ودعم انتشار القاعدة وأخواتها التي تدعمها دول غربية وتمولها دول إقليمية..
* الحوارات في الخارج لا تحل إشكالا بقدر ما تؤسس لأمور ظللنا كثيرا نتجنبها ونحاربها.. فقد تشرعن للخوض في مسائل مصيرية كأن تطرح آراء ومقترحات حول مصير الدولة اليمنية ومحاولة فرض الأقلمة والمحاصصة في الوظائف العليا والدنيا التي تؤدي إلى دمار الوطن.. وتمهد لانتشار العنصرية والطائفية وتمدد وتوسع رقعة الصراعات والنزاعات في الداخل في الوقت الذي يظن المتحاورون أنهم قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى حلول.. والشواهد كثيرة فما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وغيرها خير شاهد على واقع مؤلم فمحاولة فرض أو تمرير مشروع تقسيم العراق إلى أقاليم ثلاثة نتيجة طبيعية للتدخل الخارجي والارتهان لحلوله وفي سوريا أيضا ما الذي جنته من مؤتمرات جنيف سوى المماطلة وتضييع الوقت واللعب على حساب قتل وتشريد الشعب السوري وتدمير الدولة السورية وجيشها وبنيتها التحتية والصناعية والاقتصادية ونشر الجماعات الإرهابية التي تتولى ذلك بدون هوادة..
* مكاسب سياسية ومادية تسعى لتحقيقها ما تسمى أو تعرف بالدول الكبرى في الشرق الأوسط على حساب الدول الصغيرة وشعوبها..
توسع استيطاني تمدد نفوذ شراكة وهمية تكون فيها تلك الدول هي الرابح الأول وهي صاحبة الرأي والقرار.. هذا كل همها وديدنها المعروف عنها منذ مئات السنين..
* ومع أن كل الدول خاصة دول المنطقة تعلم أن الدول الكبرى تستغلها إلا أنها تلجأ إليها في كل الأمور.. فما الذي يجبرها على الذهاب إلى تلك الدول طلبا للمساعدة مع علمها المسبق أن أيا من تلك الدول لا يمكن أن تسدي خدمة دون مقابل..
وإذا كان منطق القوة قد فرض هيمنة الدول الكبرى فإن منطق العقل والأمانة والمسؤولية يقول إن من الأسلم أن لا يبيع الحكام والأنظمة شعوبهم ودولهم لتلك الدول المهيمنة ويرتهنون لها بكل صغيرة وكبيرة..
* ومما ينبغي التنبه له قبل الذهاب إلى جنيف هو الاستفادة من الأخطاء التي حدثت وأدت إلى الوضع الحالي من عدوان وتدخل خارجي التي كان من أهمها عدم ملء الفراغ الذي خلفه هادي بعد استقالته وتضييع الوقت في حوارات لا جدوى منها خاصة مع مراوغة بعض الأطراف بالقبول تارة والرفض والانسحاب تارة أخرى والتي اتضح في ما بعد ارتهانها للخارج وتلقيها الأوامر من الخارج كسبا للوقت لإعداد ما تم من مؤامرة للعدوان على اليمن..
وثانيها ترك هادي يفر من صنعاء إلى عدن وعدوله عن استقالته بإيعاز خارجي ليكون ذريعة للعدوان الحاصل على اليمن بحجة الدفاع عن الشرعية المفقودة أصلا.. والتي كانت ذريعة لمن لا ذريعة له..
* وعودا على بدء كيف سيكون شكل الحوار ومن هم أطرافه.. هل سيكون يمنيا بحتا بين يمنيي الداخل وبدون تدخل خارجي وعلى ماذا سيتحاورون¿!.. فإن كانوا سيتحاورون على ما بدأوه في صنعاء وسيبدأون من حيث انتهى الحوار فلماذا جنيف¿!.. لماذا لا يتم استكمال الإجراءات النهائية داخل الوطن وتشكيل المجلس الرئاسي والحكومة والإعداد لإجراء انتخابات..
* وإن كان سيتم إشراك من ذهبوا إلى الرياض وخانوا الوطن وباعوه بثمن بخس فمعنى ذلك الاعتراف بشرعية فاقد الشرعية الذي باع وطنه وشعبه وتركه تحت قصف العدوان ليرضي نزوة له ويصفي حساباته ويحقق مصلحة شخصية له وبالتالي شرعنة العدوان على اليمن والإقرار به.. وهذا يعني أيضا تسليم الوطن مرة أخرى للخارج وعدم اعتبار أي شيء لكل ما حصل من جرائم في حق الشعب والخسائر البشرية والمادية والثمن الذي دفعه وما زال الشعب والوطن واعتبار كل ما جرى ويجري مسرحية وتصفية حسابات بين القوى السياسية على حساب الشعب والوطن وسيكون الخارج أرحم من الداخل..
* وإذا ما علمنا أن هناك شروطا طرحت من قبل من خانوا الوطن فإن المصيبة تكون فادحة بمشاركتهم في الحوار وتكون أفدح بقبول الشروط..
وإذا سلمنا بأنه سيعقد حوار في جنيف فإنه إن كانت ثمة شروط فينبغي أن تكون من الد