السياحة والسياسة

السياحة نشاط اقتصادي خدمي  تغلب فيه السياسة والعلاقة بين البلدان وهو يشكل نسبة كبيرة في مساهمته في الناتج القومي او الوطني في كثير من البلدان التي أعطته اهتماما خاصا وشجعت الاستثمار ومنحته الكثير من التسهيلات لتوفير البنية السياحية من مختلف المنشآت السياحية الفندقية ومنشآت الطعام وأماكن الترفيه إضافة الى قدرة الدولة على توظيف التراث والآثار والمدن والمعالم التاريخية والمواقع السياحية إقتصاديا واستغلالها ثقافيا وترويجيا ولكن هل يكفي أن يحمل البلد صفة السياحي لمجرد توفر تلك العوامل ام أن السياسة تشكل عاملا آخر مما يفرض علي وزارة السياحة أن تشتغل وفق أسس السياسة  بالتزامن مع نشاطها الاقتصادي الخدمي ام أن السياحة نشاط بعيد كل البعد عن النشاط السياسي¿
إن الوضع العدواني الذي فقد كل أسس القيم والأعراف والقوانين الإنسانية يؤكد لنا أن على جميع المؤسسات الوطنية أن تأخذ السياسة مأخذ الجد والمباشرة في جميع أنشطتها وخاصة السياحة ولذلك فإن على وزارة السياحة ان تضع السياسة في أولويات نشاطها في الداخل والخارج ومن يقول بغير وذلك فعليه مراجعة كافة قضايا السياحة وسوف يدرك أن كل ما حل بالجانب السياحي من تطور وتراجع وتعثر وتوقف كان مرتبطا بالمواقف السياسية للبلدان الإقليمية والدولية جهة اليمن وما يحل في بلادنا من سنوات ماهي إلا ردود فعل للسياسة والسياسيين ومصالح الدول وتوافق بعضها على الإضرار بمصالح اليمن سياحيا وهذا ماكان من خلال ضرب الأمن والاستقرار المتكررعبر الاعتداء على السياح بمنهجية مرسومة ودقيقة الخطوات بأيد هي اليوم تشكل اليد والسند للعدوان الخارجي ومع تدهور الامن والاستقرار كان تراجع الاستثمار السياحي وتوقفه وانسحابه حتى تكالبت القوى الخارجية في تطوير سياستها واوهمت الشعوب ومنها الشعب اليمني أن خلاصه لن يأتي إلا عبر الربيع وذهب الربيع وحل الوهن والضعف وتكدست عوامل الصراع وبرزت نزعة الأنا والارتباط والاستقواء بالخارج ليبدأ الصر اع للسيطرة ومسك زمام الأمور وكان الفشل الذي تلاحق وأثبتت الأحداث عدم كفاءة المعتمد عليهم من اعتمدوا السياسة مغنما ومأربا لتحقيق غايات تكاد لا تتوافق او تتقاطع مع سياسة الممولين والمشرفين على العملية السياسية في جوانب السيطرة والقدرة على التحكم برغم أن زمام القوة يكاد يكون بأكمله في أيديهم ومن ثم صارت عملية الهروب من المسؤولية لجر اليمن إلى فخ العدوان المرتب بإحكام وبحجج ما أنزل الله بها من سلطان وهنا كانت ممارسة الوزراء للسياسة بحزم وعزم وضد بلدهم بحجة عودة شرعيتهم لحكم اليمن ومنهم وزير السياحة وهنا من حق قادة السياحة في الداخل الإشتغال بالعمل السياسي وهو الأولى في هذا الظرف الحاسم ولم يعد هناك مجال آخر فإما ان يكون الكل ضد العدوان قولا وعملا وممارسة سياسية وإلا فإن الوطن مجرد لفظ يردد ولا قيمة للدماء التي تزهق والمنازل التي تدمر بالجملة فوق ساكنيها وتحديد اليمن بأكمله منطقة عسكرية في ظل تهاون دولي بلغ حد الكارثة الدولية التي لن تصحح إلا برؤية جديدة لهذه المنظمة الواقعة تحت الأسر كي تعيد مسارها نحو تحقيق العدالة والقبض على أيدي الظالم ومنع العدوان والبغي السافر.
إن على قيادة وزارة السياحة أن تحدد موقفها وتعمل في إطار تحقيق المصلحة الوطنية لليمن واليمن وحده وتبدأ بتنفيذ خطة عمل سياسية غايتها الدفاع عن الوطن وإقفال كل باب تدخل منه المساومة والمواربة وتقلب الأحوال. ..والله من وراء القصد وحفظ الله اليمن

قد يعجبك ايضا