الوجه الخفي للإرهاب !!

العنف كان وما يزال موجودا في مختلف المجتمعات ولكن بفارق بسيط بين الدول الواقعة تحت الاحتلال والدول المحتلة كالعراق والاحتلال الأمريكي مثلا التي أخذت القانون في يدها محققة مصالحها هي في هذا البلد.

تبرز أهمية المثقف في قدرته على فرز المفاهيم التي تسهم في بناء الحياة بطريقة سليمة من خلال التركيز على وضع الأحداث في نظام معرفي يتعاطى مع الكليات والتفاصيل من حوله بطريقة عصرية وحضارية دون عنف وإقصاء وتهميش..
وبما أن العالم وخصوصا العالم الاسلامي والعربي يشهد حوادث عديدة لعل أبرزها موجة الإرهاب غير المسبوقة وحركات العصيان المدني يصبح من المهم التعرف على الكيفية التي يقرأ بها المثقفون هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الأخرى…
وخصوصا أن هذه الأيام تحمل معها بذورا لتأسيس مراحل مهمة جديدة من التاريخ عبر مفاهيم ظهرت إلى الساحة بإشكاليات تبحث عن تغيير للواقع المتأزم مثل إشكالية الإصلاح وتعريف مفهوم الإرهاب وتزلزل الديكتاتوريات المهترئة ونزول الجماهير إلى الشوارع.
فالعنف كان وما يزال موجودا في مختلف المجتمعات ولكن بفارق بسيط بين الدول الواقعة تحت الاحتلال والدول المحتلة كالعراق والاحتلال الأمريكي مثلا التي أخذت القانون في يدها محققة مصالحها هي في هذا البلد.
والأسباب والتداعيات المؤدية إلى العنف والإرهاب تعددتú ولكنه واحد وهذه الأسباب لا تعد ولا تحصى وسوف نذكر منها على سبيل المثال لا الحصúر أسبابا سياسية واقتصادية وأخرى اجتماعية وأخلاقية ونفسية وصحية والبطالة والفقر والتعصب الديني والفكري والفتن الطائفية وغيرها الخ…..¿
وغالبا ما تكون بنية العنف والإرهاب ناجمة عن أخطاء وتجاوزات أحد أخطر هذه الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الإنسان المسكون بوهم العظمة والتفوق هو القتل والعدوان واستخدام العنف والإرهاب كسلاح أثير ومفضل من أجل سحق من يراهم ذلك المصاب بداء الوهم في حالة ضلال أو انحراف عقائدي ويتعين محاربتهم والقضاء عليهم.
وهذا عين ما ارتكبته تلك الجماعات المسماة بالإسلامية مدفوعة بهاجس العظمة والطهارة المزعومة التي يفتقد العالم إليها عداهم بالقطع ولا شك أن هذا يشكل إجابة على الأسئلة الأربع الأولى عن سبب تفشي ظاهرة العنف والمشكلة التي يعيشها الإنسان المسلم اليوم هو جهله بحقيقة دينه الإسلامي المعروف بدين السلام والمحبة والتعايش وحقيقة نفسه وحقيقة العالم من حوله فهو يرى نفسه عالما ويزداد إحساسه بالعلم والعظمة بعد أن يشهد له أشباه الناس بهذه الأعلمية ثم يأخذ في الاجتراء على الحقيقة شيئا فشيئا ويبدأ في طرح أفكاره على جماهيره من الغوغاء .يبدو لي أن تحليل ظاهرة الإرهاب يستدعي المرور على عدة عوامل أدت بمجملها إلى تفجر العنف في العالمين العربي والإسلامي أولها ما يمكن أن نطلق عليه العوامل الداخلية: منها على سبيل المثال ما يتعلق بالقراءة (القشرية) للنصوص الدينية ومحاولة استلهام سنة السلف واقتفاء أثرهم بصورة حرفية وقشرية والابتعاد عن القراءة المعمقة والرصينة التي دعا إليها القرآن الكريم في ألفاظ عدة (يتدبر يدكر يعقل ينظر) وما نتابعه يوميا من خروج بعض المسلمين على القانون العام أو انتهاك الحرمات المدنية بقلب بارد في الكثير من الدول يشير إلى حجم الأزمة التي تعيشها بعض الجماعات الدينية وهو الأمر الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطرف الفكري الذي نعتقد أنه يعيد إنتاج نفسه بصورة مختلفة حسب الزمان والمكان الذي يكون فيه.
ومن العوامل أيضا فقدان هيبة الدولة الوطنية ولعدم تطبيقها القانون بعدالة ومساواة كما لا يستطيع أغلب المواطنين الوصول إلى درجة التأثير في العملية السياسية ولذا فإنها لا تنال الرضا الوطني وعدم الرضا هو مظهر من مظاهر فقدان الشرعية وهو دافع للخروج على الدولة وتخلخل أمنها باستمرار إضافة إلى غياب التنمية الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروة والتفاوت الطبقي الحاد بين الناس وانعدام العدالة الاجتماعية والذي يتلازم عادة مع انتشار الفساد وغياب الشفافية إن سياسات الإصلاح الهيكلي التي قامت بها بعض الدول أدت إلى تضخم توقعات الناس بينما كان الواقع يشهد ضعفا في الأداء الاقتصادي العام وهو ما أدى إلى إحباط عام كانت له آثار واضحة على الاستقرار السياسي.
في الجانب الآخر تبرز العوامل الخارجية التي يمكن تلخيصها بالتدخل الأجنبي في المنطقة وسيطرتها على الثروات وتحكمها في مصائر الشعوب بما مثل استفزازا للمشاعر الدينية والوطنية ودائما هناك من الطامحين من لا يهاب الموت ويعتقد فيه سبيلا وحيدا لتحرير الأرض واستعادة الهوية للإنسان العربي .
ومن العوامل الخارجية سيادة حالة من التوتر على المستوى العالمي وبغض النظر عن أسباب تلك التوترات فإن الأجواء المشحونة عالميا ساهمت في انبعاث أعمال إرهابية أخذت طابعا تحرريا عرقيا أو جهاديا دينيا وحفزت الكثير م

قد يعجبك ايضا