صعدة .. (آية الإخلاص والخلاص)

تقف الكلمات أمام بسالة وشجاعة أسودك عاجزة.. ولا أجد في مفردات الضاد ما يوفيك حقك .. أتوسل الإلهام وأفرك ذاكرتي كي تجود علي بأعجوبة المفردات التي يصيدها الشعراء بلا جدوى.
تخذلني اللغة أمام هذه القامة التي يركع أمامها المنصفون, وحتى هذه العبارات التي أخطها هنا أجدها خاوية لا تفيك بضع ما تستحقينه ويستحقه رجالك البواسل الذين يرسمون اليوم مستقبل اليمن ومكانته في قادم الأيام.
نعم هي صعدة (آية الإخلاص والخلاص) تنتفض وتقف بعنفوانها حين ينخر السوس في جسد الأمة, وحين يتهدد الخطر اليمن, هاهي اليوم تقارع أعتى آلات الحرب الهمجية وأشد وأخبث صواريخ وقنابل الموت والخراب المحرمة التي صنعها الغرب والصهيونية, وفي نفس الوقت يساند أسودها الجيش الوطني في معركة التطهير للوطن من الأقزام وأذيالهم الذين لفضتهم تربة هذا الوطن الطاهر.
صعدة وجع لا أنين فيه ولا عويل .. على مدى عقود من الزمن حشرت في الركن الشمالي لليمن كأنها خردة تم تكديسها بعيدا عن متناول الأطفال أو كشاة جرباء يخشى منها أن تعدي بقية الشياة ..
نعم كل هذا الحيف كان من إخوة لأبناء هذا الجزء الغالي من اليمن, إخوة في الدين والوطن والانتماء والعرق وكله كان تلبية لرغبات أمراء النفط الذين يريدون لكل يمني اليوم الذلة والهوان¿!
لم تشتك ولم تطالب بحق أو ميراث ومع هذا لم تترك بسلام فكان العدوان والحروب الظالمة التي حركت ما ركد وأنعشت في رجالها الغيرة وذكرتهم بأن لهم وطنا اسمه اليمن ولهم إخوة لطالما ظلموهم وساعدوا في الجناية عليهم..
فكانت الانتفاضة التي أعادت الأمور إلى نصابها وبمجرد أن عادت بعثت الأمل في نفوس كل من ظلم وذكرتنا جميعا بأننا شعب أعز وأشرف مكانا مما يراد لنا أن نكون ونتيجة ذلك اهتزت عروش من يخشى ويخاف من انبعاث التاريخ اليمني في مجد جديد سيكونون أمامه مجرد أقزام لذا فإن جورهم وحقدهم على صعدة أشد بقدر خوفهم منها ومما ستمثله في المستقبل خاصة بعد أن أعيد التحامها بجسدها الكبير (اليمن) .
نعم صعدة هي حمالة أسيتنا ليس في هذه الأيام فقط فلطالما كانت هي رأس الحربة ونبراس التنوير ومبتدأ كل نضال يعلي من شأن اليمن وهي في نفس الوقت آخر من يطلب ثمنا للتضحيات والفداء ..
لله درك من درة تقطع من جسدها وتوزع من خيراتها على الصالح والطالح والعاق وناكر الجميل من إخوانها بلا من ولا أذى ..
ولكنها صعدة ولو كان موقفها اليوم غير ما نشاهده ونراه فإنها ليست صعدة .. فلله درك من جغرافيا ولله دركم من رجال لا يغويهم جشع ولا يستهويهم هوان ولا يركعهم الوعيد والموت المنفلت الشريد من عقال الباغي وأعوانه من فراعين اليوم اللعنة على من يبيع ومن يرى خيره في مائدة اللئيم ولا نامت أعين الجبناء.
أعرف أني لن أوفيها حقها ولكني أرجو أن لا نكرر نفس السلوك الشائن تجاهها في قادم الأيام .. وما تتحمله اليوم من عدوان وظلم ليس لأنها صعدة وليس لأنها تطلب شيئا لنفسها ولكن لأنها ترفع اسم وعلم اليمن ولو كان الأمر فقط يخصها فما كان أسهل أن تشاور للمعتدي .. أعطني ثمن السكوت وافعل ما تريد باليمن وفعلا وجميعنا يدرك أن من يجيشú بعضنا عليها ويمطرها بحقده يتمنى أن يسمع مثل هذا الكلام وسيدفع بدلا عن الريال الملايين وهو ممتن لها.

قد يعجبك ايضا