القاعدة.. جيش السعودية السري..
“وفق اتفاقية الحماية الأمريكية وتنفيذا لوصية عبدالعزيز آل سعود لا يحق للسعودية تشكيل جيش وطني يزيد تعداده عن 20 ألفا“ لكن ولأن الاتفاقيات ليست نصا سماويا وتلبية للسياسات السعودية التي تستهدف توسيع نفوذها الاقليمي والدولي تم كسر قيود الاتفاقية وبمساعدة الطرف الثاني شكلت جيشها السري بعيدا عن حدودها وخارطتها الجغرافية جيش عقائدي بلا هوية وبشكل وملامح لا تشبه الجيوش اسمته القاعدة..
في افغانستان ولدت قاعدة البيانات التي أوكلت المخابرات السعودية لمجموعة من الأفراد- أبرزهم أسامة بن لادن- مسؤولية الإشراف عليها والسيطرة من خلالها على عملية تدفق المجاهدين من مختلف البلدان العربية والإسلامية ومن قاعدة البيانات ولدت القاعدة الحركة والتنظيم الذي سرعان ما شهد تطورا تنظيميا وإداريا وعسكريا وبعد أن كانت افغانستان ميدان معاركه وحروبه اتسعت خارطته العسكرية حتى شملت العالم..
وبالعودة إلى ماضي تنظيم القاعدة وتحديدا فترة الحرب ضد الاتحاد السوفياتي أو الحرب ضد الشيوعية في افغانستان نجد أن القاعدة وبقية التنظيمات التي أنشأتها الولايات المتحدة ومولتها السعودية حظيت باهتمام غربي وعربي كبير لدرجة إطلاق مصطلح “ثوار“ على أفراد مثل هذه الجماعات التي كانت بمثابة خنجر غرسته الولايات المتحدة الامريكية في خاصرة الاتحاد السوفياتي..
لكن وبعد خروج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان وانهياره بداية عقد التسعينيات تغيرت تلك النظرة وبدأت الولايات المتحدة الامريكية تهيئة تنظيم القاعدة وتجنيده لمساعدتها في تنفيذ سياساتها وأجنداتها المتمثلة في السيطرة والهيمنة على العالم لدرجة أن القاعدة تحولت إلى دليل لجيش وصواريخ الولايات المتحدة الامريكية وأينما ذهبت القاعدة تبعتها أمريكا بجنودها وصواريخها وحروبها العبثية..
السعودية هي الأخرى اتجهت لاستثمار تنظيم القاعدة “جيشها السري“ الذي بنته ودربته ومولت حروبه في أفغانستان وسعت للاستفادة من تعدد جنسيات أفراده واستغلت انتماءاتهم للعديد من الدول العربية والإسلامية في تنفيذ سياساتها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لمعظم الدول العربية والاسلامية..
وابتداء من أفغانستان وباكستان ومرورا بالعراق وانتهاء باليمن وتحت مبرر ومسمى محاربة القاعدة تمكنت الولايات المتحدة الامريكية والسعودية من التواجد بل وفرض وجودها وتدخلاتها في الشؤون الداخلية والاطلاع على الأسرار والمعلومات العسكرية كخطوة أولى للمزيد من التدخلات التي تجاوزت حدود تقديم المساعدات ووصلت حد التدخل في رسم السياسات العسكرية والأمنية لهذه الدول وما شهدته وتشهده اليمن خير دليل على حقيقة ما يقدمه تنظيم القاعدة من خدمات للولايات المتحدة والسعودية اللتين تحرصان على دعم وحماية هذا التنظيم السعودي (الفكرة والتمويل) وتمتلك حق توجيهه لخدمة سياساتها الرامية لاستهداف الاستقرار وزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في الكثير من البلدان العربية وفي مقدمتها اليمن والعراق وسوريا وهم الجيران غير المرغوب بهم سعوديا ويجتهد نظام آل سعود على أن لا تشهد هذه البلدان أي نوع من الاستقرار السياسي ويحرصون على تدمير بناها الاقتصادية بشكل عام.. وعن قاعدة السعودية وجيشها السري ما يزال للحديث بقية..