الخليج العربي المختطف
لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الاستعماري بنهب ثروات بعض دول المنطقة وبالتحديد دول الخليج العربي من بترول وغاز وغيرها وإنما جعلت منها أدوات رخيصة لتنفيذ استراتيجياتها الهادفة إلى إدخال دولها وشعوبها في صراعات بينية وتحت عناوين كثيرة بهدف خلق حالة من العداء الدائم بين أبنائها واستنزاف مقدراتها المادية والبشرية وتحويلها إلى سوق لتصريف سلاحها وبالتالي حل مشاكلها الاقتصادية وصولا للهدف الكبير وهو جعل الكيان الصهيوني القوة الوحيدة الفاعلة في المنطقة بل وتحوله من عدو تاريخي إلى حاجة وضرورة أمنية عند البعض .
إن سياسة توريط دول المنطقة في صراعات بينية لم يكن ليحصل لولا وجود أنظمة تابعة للغرب وجدت أساسا لتؤدي دورا وظيفيا يصب بالنتيجة في خدمة القوى الاستعمارية والكيان الصهيوني فهذه الأنظمة المستلبة سياسيا تحولت إلى توابع للغرب تخوض أو تمول بدلا عنه حروبا بالوكالة يدفع فاتورة الدم فيها أبناء هذه المنطقة ويقبض الغرب فاتورتها المالية والسياسية ناهيك عن أنها تعطيه مفاتيح العودة إليها تحت عنوان مكافحة الإرهاب أو الحفاظ على مصالحه الاستراتيجية وأمنه القومي .
إن ما شهدته المنطقة العربية خلال السنوات المنصرمة من صراعات ونزاعات وفتن تحت عنوان – ربيع عربي – ما كان ليحصل لولا الضخ المالي والإعلامي والغطاء والاحتضان السياسي والتحريض الممنهج للقوى الإرهابية من دول الخليج العربي أولا وتركيا الأردوغانية الإخوانية تاليا ولعل استمرار تلك السياسات العدوانية المرتهنة هو الذي يفسر استمرار تلك الصراعات والنزاعات وحمى الإرهاب التي تعصف بالمنطقة والعالم والأنكى من ذلك أن هذه الدول بدأت تمارس مستوى آخر من مستويات التآمر والعدوان من خلال عدوانها المباشر على اليمن تحت عنوان عاصفة الحزم والتلميحات السعودية بإمكانية تحول ذلك باتجاه سورية ما دعا مندوب سورية في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري يرد ردا حازما وقاطعا على المندوب السعودي الذي تحول إلى مكبر صوت للأميركي والصهيوني في أهم منبر أممي.
إن التخبط السياسي السعودي والتورط الأعمى في المخططات الأمريكية والإسرائيلية هو الذي سيدفع بتلك المملكة وكل من انجرف معها في مغامرات غير محسوبة إلى الهاوية ما يلحق اضرارا كارثية بدول الخليج العربي اولا والمنطقة عموما ثانيا ويدخلها في نفق مظلم لا أحد يعلم نهاياتهه ومآلاته إلا الأميركي والإسرائيلي اللذان خططا ونسقا معا لبلوغ ذلك الهدف الخطير الذي إن حصل – ولن يحصل – سيغير وجه المنطقة وخرائطها السياسية وبنيتها وتركيبتها المتناغمة والمنسجمة والآمنة وتتحول منطقة تعج بالإرهابيين وحماتهم وأشباههم بحيث لا يبقى شيء من هويتها الأصلية الجامعة .
لقد عرف الجميع وأدرك وفي مقدمة ذلك حكام الخليج وأسيادهم الأميركان أن الحرب على سورية قد فشلت ولم تحقق أهدافها الأساسية بفضل تلاحم الجيش والشعب والقيادة السورية وتماسك محور المقاومة ومع ذلك لا زال هؤلاء الحكام يراهنون على أدواتهم الإرهابية والإجرامية لتحقيق أوهامهم التي سترتد عليهم بالتأكيد فلا عودة إطلاقا إلى الوراء ولا خيار عند السوريين سوى الانتصار على أعداء سورية والأمة العربية.
* نقلا عن موقع الثورة السورية