ن …..والقلم..لم تسكت شهرزاد !!
((( أنا لا أقول الأشياء التي لا أفعلها , وقد التزمت بها في حياتي مما جعل حياتي مريحة , لست بحاجة إلى أن أنافق أحدا أو أكذب . التزمت الاستقلال السياسي والذي دفعت ثمنه غاليا لأن الجميع يعتبرونني لست معهم وبالتالي فأنا ضدهم , فخسرت مناصب , وخسرت مواقع سياسية , لكني كسبت نفسي , فروحي لا احد يشتريها ))) , باختصار هذه هي رؤوفة تقدم نفسها للمرة المليون , وبعد مرور كل هذا الوقت من 27 ابريل 2011 م, لم تسكت شهرزاد , بل تظل تقدم نفسها بكل النقاء , والشجاعة التي اعرف عنها الكثير من الأسرار التي تجعلها في مقدمة صفوف الشجعان , أصحاب الرؤى النيرة , وأعرف عنها الكثير من حكايات الشجاعة , ووضوح الموقف , بلا مواربة , أو مداهنه , فقد كانت رحمها الله من النوع الذي يقول كلمته بثقة ويمشي , وعلى من يسمع أن يتخذ الموقف الذي يريد , ما كان يهمها هو أن تكون واضحة وشجاعة بدون تهور , بل كانت هي الشجاعة التي يتحكم بها , وبفعلها العقل , الذي ظل هاديا لسفينتها , في كل الموانئ التي أناخت عليها فعلها , وعلى الشطآن التي مرت بجانبها سفينتها !!! , أعوام من الغياب في الحضور , ورؤوفة أو شهرزاد تتوهج كلمات وأحرف تشكل في النهاية عبارة وعبيرا فواحين , لا ينساهما من يتشمم روائح المواقف الزكية , حيث يكون عمق هذا النوع من البشر , ورودا , وأزهارا , وأشجارا مثمرة , أحس أنني الخسران الوحيد في هذا الكون ((المفنتش)) في هذه اللحظة العاثرة التي تبحث عن نفسها في بلد لا تدري إلى أين يسيرون به ¿! , الحاجة اليها في مثل هذا الظرف كبيرة بحجم عقلها , وصفاء نظرتها , ولأمثالها كم نحن محتاجين إلى الكلمة التي تستشرف أفقا كم نحن بحاجة إلى أن نطل عليه لنرى أين أقدامنا تضع نفسها , كم من ذاك العام 2011 غادرنا عقلاء , حتى انك لتسأل نفسك : هل بسبب مغادرتهم غادر العقل هو الآخر ربى هذه البلاد ¿ ولم يبق سوى الجنون يسوس المواقف , ويقذف بنا إلى متاهات النار !! , أين نحن ¿ يكون السؤال قاسيا , ولأن مثل شهرزاد غادرت ولم تسكت , فعلينا أن نبحث في دفاترنا , ومفكراتنا , وفي تلافيف قلوبنا عن عقل كم نحن بحاجة لاستعادته , ليقف في وجه الشطط , وغياب القدرة على قراءة اللحظة , ومن ثم الانطلاق من وحي القراءة المتأنية عند اتخاذ المواقف , لم تكن رؤوفة تجيد فقط قول (( لا )) , فقد كانت تجيد قول (( نعم )) بعد أن تحسبها حسبة صحيحة تسيöد المصلحة العامة , ولا تطغى عليها الذاتية , إلا ربما في المواقف الإنسانية الأكثر عاطفية !! , هنا يمكن لك أن تعذر حين تحدثها عن العام , فتقول لك : هذه اللحظة وقت الخاص , دعنا نجد أنفسنا , طيب ما بالك بمن يضيع الخاص والعام ويظل يتخبط مدعيا انتصاره الدائم على كل اللحظات , لعمري هذا يذهب بك إلى الهاوية , وإذ نجد أنفسنا في لحظة فيها لا بد لحساب الربح والخسارة وطنيا , فلا بد إذا أن نحزن لغياب سيدة الكلمة من حياتنا رؤوفة حسن الشرقي , وان كانت لم تسكت ……………..