فتاوى التضليل والقتل والتدمير

الدعوة إلى الله ليست بالأمر السهل أو الهين فهي من أعظم الأعمال وأحبها وأثوبها وأجرها كبير وعظيم ” لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم”..
وبقدر ما تعد رسالة عظيمة وكبيرة فهي أمانة ومسؤولية وتتطلب السير في خطى الطريق القويم وحسن التعامل والاقتداء بالهدي النبوي الشريف.. “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”.. وتقتضي الصدق والشعور بالمسؤولية وقول الحق في كافة المواقف والحوادث والأحداث.. “وقول الحق ولو على أنفسنا” والوقوف موقف الحق أمام الحاكم والسلطان, “من أعظم الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر”.. وعدم الخوف في قول الحق إلا من الله “ولا يخافون لومة لائم”.
المؤسف في وقتنا الحالي أن تجد المواقف تتباين وتتغير حسب الظروف والأهواء فتحيد عن الصواب خدمة لطرف أو لسلطان وتجد الفتاوى تتغير وتتناقض من وقت لآخر ومن فئة لأخرى حسب من يصدرها.
ما يحدث من عدوان غاشم جائر على اليمن حاول أمراء النفط شرعنته دينيا عن طريق توجيه مشائخ الدين ودعاته بإصدار الفتاوى التي تجيز وتشرعن العدوان على الشعب اليمني بالقتل والتدمير تحت مبررات واهية ليتضح جليا انجرار مشائخ الدين ودعاته في مملكة آل سعود ليكونوا علماء سلطة يصدرون الفتاوى حسب طلب أمرائهم وبما يخدمهم ولو كانت باطلة مضللة ليخونوا ما ائتمنهم الله عليه من تبليغ الدعوة ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”.. فتتحول إلى إصدار الفتاوى الضالة والمضللة بوجوب الجهاد ووجوب التجنيد الإجباري للدفاع عن الدين في اليمن.
فهذا عريفيهم الذي كان بالأمس القريب يلقي الخطب والمحاضرات عن اليمن وأهل اليمن وفضائلهم ومواقفهم مستشهدا بالآيات والأحاديث يظهر اليوم مع العدوان الغادر على اليمن ليبدو مؤيدا له وداعيا للجهاد في اليمن متناسيا ” الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”.. وأن ” أهل اليمن خير أهل الأرض”.. و” إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”.. ” ومن نجد يطلع قرن الشيطان”.. فما الذي حدث وتغير حتى تغير عريفيهم وتغيرت دعوته وخطابته هل ضل العريفي فتحول من داعية إلى الله إلى داعية إلى الفتنة والقتل والتدمير في اليمن وتناسى مسؤولية الدعوة وأمانتها.. أم أن أهل اليمن فسقوا فتوجب جهادهم وإصدار الفتاوى بقتلهم وتدمير وطنهم.. لينبري ” شيخهم وكبيرهم” فيصدر فتواه المضللة بوجوب تجنيد الشباب إجباريا للقتال في اليمن دفاعا عن الدين.
ألا يستحي هؤلاء وأقرانهم في مملكة آل سعود من إصدار فتاوى التضليل والقتل والتدمير ضد اليمن وشعبه ألا يعلمون أنه ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” أم أنهم يقرأون ما يشاؤون ويجيرون آيات القرآن كما يشاؤون.
ألا يخجل هؤلاء من الله ومن الناس وهم يعلمون أنه ” لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم”.
فأي دين هذا الذين يتشدقون باسمه ويدعون تحت رايته وينصبون أنفسهم أوصياء عليه وحماة له  ولمقدساته يجيز لهم إصدار فتاواهم بجواز وشرعية الاعتداء على شعب وقتل أبنائه وتدمير ممتلكاته.. وأي فتاوى هذه التي يصدرونها لتضليل الشعوب وزرع الفتن وإيقاد النار بين أهلها.. لماذا يتجاهلون وجوب الجهاد الحقيقي في فلسطين لحماية وتحرير إخواننا ومقدساتنا ويتجهون لزرع الفتن وإذكائها بين شعوب الأمة العربية والإسلامية خدمة لليهود والنصارى.
فلولا فتاواهم المضللة والتدميرية لكان الشعب العربي والإسلامي على رأس قائمة الشعوب ولما تكالب علينا الأعداء الذين يقدمون بفتاواهم التضليلية هذه خدمة جليلة وعظيمة لهم وفوق ذلك يقومون بالدور عنهم على أكمل وجه حتى أصبحنا نقتل بعضنا بعضا إرضاء لهم وتقربا منهم.. “ولن ترúضى عنك الúيهود ولا النصارى حتى تتبöع مöلتهمú “.

قد يعجبك ايضا