المؤتمر.. والتحرك الخارجي لوقف العدوان
في الأوقات العصيبة التي تواجهها اليمن نجد- دائما- أن المؤتمر الشعبي العام يتصدر الصفوف دفاعا عن الوطن والشعب انطلاقا من إدراك فرسان المؤتمر أن من أبرز المهام النضالية لتنظيمهم في الوقت الراهن هي وقف العدوان السعودي السافر على الشعب اليمني والذي يزهق أرواح آلاف الأبرياء ويدمر البنى التحتية ويقضي على مؤسسات الدولة اليمنية بشكل وحشي وبشع.
لقد جاء التحرك المؤتمري خارجيا لينقل للعالم معاناة الشعب اليمني إزاء ما يتعرض له من حرب عدوانية ظالمة سيقول ذلك بشجاعة وبصوت عال وإرادة قوية وفي دفاع مستميت عن حق شعبنا في الحياة واحترام إرادته وسيادته وقراره الوطني الحر إيمانا منه أن معركة شعبنا عادلة وسينتصر فيها لا محالة و ستهزم قوى التجبر والعدوان.
الضرورة والمصلحة الوطنية فرضت على المؤتمر التحرك لخوض المعركة خارجيا وقد أوكل المهمة لأحد أبرز فرسان الدبلوماسية اليمنية والأمين العام المساعد للمؤتمر الدكتور أبوبكر القربي والذي يراهن عليه الشعب ويثق بأنه جدير بهذه المهمة وسيقلب الطاولة رأسا على عقب خصوصا وأن بقية المكونات السياسية كالعادة تخلت عن الشعب في هذه الأوقات العصيبة وغابت عن الأنظار على الرغم ما عرف عنها من خوض جولات وصولات ضارية في معارك من اجل تقاسم السلطة.
بالتأكيد تحركات المؤتمر خارجيا ستربك تحالف العدوان لأن الهدف هو وقف العدوان والجرائم التي تقترف بحق الشعب اليمني والتي تعد من الجرائم التي توجب محاكمة مرتكبيها في محاكم دولية.
ونود الإشارة هنا إلى أن لدى المؤتمر الشعبي العام مبادرة مهمة لوقف العدوان وحل الأزمة السياسية وقد أطلقها الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر أواخر مارس الماضي ولكن لم تجد آذانا صاغية وسط دوي انفجارات قذائف تحالف العدوان على الرغم من أن مبادرة الزعيم شاملة وتستحق الاهتمام ولا يجب أن يتجاهلها العالم.
إن أهمية هذا التحرك المؤتمري تكمن أيضا في كونها تهدف إلى توضيح الحقائق للأشقاء والأصدقاء عن معاناة الشعب اليمني جراء استمرار العدوان والحصار المفروض عليه جوا وبرا وبحرا من قبل قوى التحالف الذي تقوده السعودية, إضافة إلى إطلاع الأشقاء والأصدقاء على ما يتعرض له الشعب اليمني من مجازر يومية من قبل طائرات العدوان واستهداف مركز لضرب البنية التحتية وتدمير المنشآت العامة والخاصة خلافا لفرض عقاب جماعي على الشعب اليمني والذي طال الآلاف من المرضى الذين لا يستطيع بعضهم العودة إلى الوطن أو السفر للخارج لإنقاذ حياتهم.
لقد جاء التحرك المؤتمري للخارج ليس من باب إسقاط الواجب ولكن لتؤكد إيمان المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بأن قضايا وهموم الشعب هي التي تتصدر أولوياتها وأن مستقبل الوطن يجب أن يحدده اليمنيون وليس تلك الأصوات التي تهلل فرحا للحرب ولخراب ودمار اليمن وقتل أبنائها فمثل هذه الأصوات لا تمثل الشعب اليمني البتة وإنما تخدم أجندة خارجية نظير تحقيق مصالح شخصية وإلا لما سمح عاقل بحدوث كارثة “عاصفة الحزم”.