تحالف العدوان بأقلام “زعران” الصحافة والإعلام …

منذ بداية العدوان على اليمن وتمزيق المدن وتدمير البيوت وقتل الأطفال وسجل الضحايا في ارتفاع يومي وانكشاف ضعف الخدمات الإنسانية ومنع وصول مساعدات أممية يساهم في رفع عدد الشهداء وخصوصا من الأطفال وأقلام الصحفيين المأجورين تكتب وتسجل الانتصارات الوهمية وتتحدث عن سير العمليات وفق المرسوم لها …!! وهم محقون إذا كان هدف العمليات ضرب وإبادة شعب عربي ولأكون أكثر دقة بتسمية الهدف هو ضرب مسقط رأس العرب ومقابر أجدادهم الأوائل كما ذكرت كتب التاريخ . ولأن المعتدي لا يملك حجة الإقناع نجد الصحافة الصفراء تكتب بدون خجل ولا احترام للحد الأدنى للقيم الإنسانية فتصور القاتل بطل والضحية مجرم يجب عقابه وتخليص العالم منه وهذا ما كان في صحف كبرى وأقلام تعيش في وسط لندن تتبجح ليل نهار وتتحدث عن الحرية والإنسانية وحق الحياة حيث وفر لها المال السعودي شقق سكنية مريحة وحساب بنكي ومحطات فضائية تقدم أصحاب هذه الأقلام على أنهم فرسان القلم والمعرفة والتحليل أما في الداخل العربي فأزلام المال السعودي جاهزون للدفاع عنها وتسويق سياستها بل وصل البعض منهم لإعلان حزنه لان هناك صوت حر اعترض على سياسة أسياده والغرق بالبحث عن كلمات الذل لتقديم الاعتذار . أما المقال الصحفي المثير للسخرية ومن يتابع هذا المقال الذي نشر في صحيفتين الأولى في بيروت وبنفس اليوم وباسمين مختلفين واليوم ينشر في لندن بقلم كاتب يقولون عنه كبير !!! هذا المقال حمل بشكل أو بآخر نفس المقدمة واستعان بجملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول العرب ليكونوا أكثر نشاطا في حل مشاكلهم الإقليمية وهو ما فسر على أن الرئيس الأمريكي يقول لما يسمى تحالف العدوان أن تكون وجهته التالية بعد اليمن إلى سورية هذا التسويق ليس الأول فقد طالب فيه عشية إعلان الحرب على اليمن ومع بداية الضربات الجوية ما يسمى ائتلاف الدوحة من خلال أمنيات نشرها على موقعه الإعلامي هذه الأمنيات تحولت في مكان آخر لمقالات مكتوبة تطالب او تسرب على حد زعمها معلومات تتحدث عن تحالف قطري تركي سعودي وسيناريو لضرب سورية بواسطة طائرات سعودية وبمشاركة قوات تركية برية .. وأنا هنا لا أستغرب مثل هذا الطرح ولا يمكن أن استبعد أن يراود عقول مشعلي الحروب المغرورين اليوم بانتصارهم على أطفال اليمن الآمنين في بيوتهم . فالذين سوقوا ((لتحرير العراق باحتلاله )) واعتبروا أن تدمير ليبيا هو إنقاذ لشعبها ودعم جرائم المرتزقة في سورية وتصوير قطعان الإرهاب على أنهم ثوار هم أنفسهم اليوم يسوقون لجرائم الصهيونية ويترجمون أفكارها بمقالات تحمل سموم أفكار المذهبية والطائفية المقيتة وهم أنفسهم الذين كانت أقلامهم سهام غدر في ظهر المقاومة خلال معاركها مع العدو الصهيوني ومازالت . وما تسويقهم هذا إلا تنسيق مدفوع الأجر لنقل أفكار المشغلين الذين يعملون تحت إدارة أجهزة الاستخبارات العالمية وعلى رأسها الأمريكية والموساد الصهيوني وهذا ليس تخوين واتهام سياسي هذا واقع فكل ما يحدث اليوم لا يخدم مصالح العرب لا من قريب أو بعيد وما تسعى إليه هذه الأقلام هو التسويق لتقسيم المنطقة وفق مشروع الفوضى الخلاقة التي تعمل على تقسيم جديد وإدخال المنطقة في حروب أثنية تمتد لعقود فمن غير المعقول أن الأقلام التي ادعت أنها تبكي أطفال سورية وتلفق الأخبار وتصنعها وفق ما يخدم المشغلين توافق اليوم على قتل أطفال اليمن !! وإذا كانت حربهم كما يدعون مع إيران فلماذا الأبرياء العرب هم وقود حربهم ولماذا لا تغير طائرات أسيادهم اتجاهها وتقصف طهران أو على الأقل تهددها ¿¿ ولو قمنا بمقارنه بسيطة لوجدنا أن إيران دولة ذات سيادة تبحث عن مصالحها ومصالح أبناء شعبها لأجيال قادمة بينما الأخر يبحث عن لا شيء وليس لديه إستراتيجية ولا أهداف مستقبلية وضع الدين شعار وهو أكثر الذين تسببوا بالضرر للدين والعقيدة .. أن هذا الدفع اتجاه عدوان عربي مباشر على سورية هو إقرار بالسير نحو الهلاك لهذه الدول فاليوم يحتفل فقط الوطنيون السوريون بذكرى الجلاء هذا الجلاء الذي صنعته إرادة حرة بالمقابل يسعى من يدعي الوطنية والانتماء لتكرار طلبة من الغرب ومن ذيوله لتكثيف الضرب على السوريين وقتلهم حتى في دول الاغتراب ومحاربتهم بلقمة عيشهم والمشكلة التي تواجهنا أن هذا الآخر لم يفهم حتى اليوم أن إرادة الحياة لا يقهرها الإرهاب وإرادة الحياة لا يشغلها دين ومذهب وانتماء ضيق بقدر ما تهتم بحياة الإنسان كما صوره الله على الأرض وأراده أن يكون . إن لفظ (( زعران الصحافة والأعلام)) أجده لطيفا في توصيف واقع هؤلاء الذين سيرميهم المشغل والمستفيد منهم عند ما يحين الوقت وينهي خدماتهم بعبارة لم نعد بحاجتك غادرنا بلا تعويض أو تكريم .
* المنار

قد يعجبك ايضا