صهيونية آل سعود
عبدالله الدهمشي
لم تكن الأسرة السعودية بحاجة إلى أكثر من احتياجها إلى عدوان ينتهك الشرعية الدولية ويقف أمامه مجلس الأمن الدولي عاجزا عن الإدانة أو الاستنكار, حتى تثبت أنها كيان صهيوني آخر وهذا ما كان لها بالعدوان على اليمن .
ابتدأ الجد المؤسس لملك آل سعود صهيونية الأسرة مبكرا حين كتب أنه لا يمانع إعطاء فلسطين لمن أسماهم اليهود المساكين, وطوال تاريخ الأسرة السعودية لن تجد عن أحد ملوكها أو أمرائها من أغضب الكيان الصهيوني ولو بكلمة أو شبه عبارة.
لكن صهيونية آل سعود تتجلى وظيفيا من خلال الدور الذي يتكامل به مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة حيث الأسرة السعودية تطمس الهوية القومية للشعب العربي في الجزيرة العربية مقابل تبعية لجد الأسرة الأكبر وهو ما يقوم به الكيان الصهيوني حيث طمس الهوية العربية في فلسطين المحتلة لصالح الجد الأكبر لبني إسرائيل.
وفي تاريخ الصراع العربي الصهيوني كانت الأسرة السعودية ثكنة استيطانية متقدمة للحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تماما كما هو العدو الصهيوني, ولكن باسم عربي وراية دينية تحت مسمى الإسلام, هكذا حاربت هذه الأسرة حركة التحرر القومي وحلفاء الثورة الفلسطينية وكل دولة تؤيد الحق العربي في فلسطين المحتلة.
وسوف يطول بنا المقام ونحن نسرد التاريخ السري والعلني للصهيونية السعودية, لكننا سنتوقف فقط عند واقعة ثابتة ومعروفة للجميع, فالمملكة هي الدولة الوحيدة التي لم تسمح بتدريب فدائي واحد على أرضها لمحاربة جيش الاحتلال الصهيوني, والمملكة هي الدولة الوحيدة التي لم تقدم حتى بندقية واحدة لفلسطيني يحارب الاحتلال الصهيوني, ويوم الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م, كانت السعودية تحشد مرتزقة الجهاد إلى أفغانستان وتواجه العدوان بمبادرة سلام باسم المقبور فهد آل سعود.
واليوم تحشد الأسرة السعودية, مرتزقة الجهاد إلى ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولكنها لا ترفع عن غزة حصارا ولا تفرض على اسرائيل سلاما, لا لشيء سوى أن هذه الأسرة صهيونية بامتياز لا ينتقص منه الاسم العربي لأفرادها, أو الراية التي ترفع اسم الجلالة سبحانه وتعالى في معارك الدفاع عن الصهيونية من اليمن إلى سوريا.
ولعل في إقدامها على العدوان على اليمن خارج نطاق أي شرعية, ما يجسد بالفعل صهيونية السعودية ويجعلها محمية من أي مساءلة عن العدوان تماما كما هو الحال مع الكيان الصهيوني في اعتداءاته المستمرة على قطاع غزة.
وبإيجاز شديد, إن اليمن الآن هو قطاع غزة بكل ما يعنيه هذا القطاع من عدوان صهيوني يمثله العدوان السعودي في اليمن لا في بشاعة القصف والقتل والتدمير ولكن أيضا في فرض الحظر الجوي والحصار البري والبحري الذي يستهدف الحياة والوجود .
albadeel.c@gmail.com