فضائح العدوان السعودي

وفق قانون التدافع بين الحق والباطل في حقب التاريخ المختلفة يظل الباطل يتمادى في غيه ظنا منه أنه يملك زمام الحق والفضيلة وهو في الحقيقة يرفع ستار الحق عن باطله ويكشف من حيث لا يدري ولا يعلم عن باطله وظلاله ومن خلال ذلك التمادي تتضح صورة الباطل التي تتناقض كل التناقض مع القيم والمبادئ التي تتخذها كذريعة وقد يتوهم الانتصار في بداية أمره وهو لا يدري أنه يذهب إلى الهزيمة النفسية والثقافية والأخلاقية التي تمهد بدورها للهزيمة العسكرية كسنة من سنن الله وفطرة من فطره خوف شيوع الفساد وقد أكد القرآن على تلك الحقائق في جل نصوصه وآياته وسوره وقد يجد المتأمل أن انتصار الحق لا يكون إلا بعد بيان الباطل في أبعاده المختلفة للناس حتى تصل طائفة كبيرة من مناصريه إلى قناعة مطلقة ببطلانه وبحياديته عن الحق والطريق القويم وفي المقابل يضيق صدر أهل الحق إلى درجة السؤال عن زمن نصر الله للمستضعفين وحين يبرز ذلك السؤال في وجدان الناس وعلى ألسنتهم يكون النصر لأهل الحق على أهل الباطل وقد كان التأكيد في النص القرآني بحتمية النصر وبقربه وكان الوعد بخذلان الباطل وأهله.
وأمام كل هذا الباطل الذي نجده من آل سعود على اليمن شعبا وأرضا وتاريخا وحضارة وأثر ذلك الباطل النفسي والاجتماعي والاقتصادي من حيث التدمير ورغبة الفناء للحجر والشجر وكل ذي كبد حرى إلا أننا في المقابل نجد تفكيكا لمنظومة شيطانية تسعى في الأرض فسادا فالإنسان البسيط لم يكن يعلم أن حركة التدمير التي تشهدها العراق وسوريا وليبيا واليمن تقف السعودية كنظام من ورائها وليس الأمر بمستغرب فمثل ذلك ديدن الأعراب وثقافتهم وقد تحدث أبن خلدون في مقدمته عن تلك الثقافة وقال أنها ثقافة هدم وتدمير وقد دل الذي يحدث في اليمن في صورته المباشرة على تأصل هذا المبدأ في الذهنية السعودية ودل على استمراريته وأفصح الذي يحدث في اليمن عن حقائق شتى كانت تحت الرماد وهي أن القاعدة وداعش صناعة خليجية بامتياز امتدادا لثقافة الهدم والتدمير التي تعيش في وجدان بدو الصحراء وأعرابهم.
لقد ظلت النخب الثقافية والإعلامية العربية واقعة تحت طائلة التضليل الأمني والاستخباراتي ولم يرد في ذهنها يوما أن السعودية ستكون وراء كل أحداث العنف والتفجيرات في عموم الوطن العربي بل وكان من المستحيل أن تقنع فردا مسلما بضلوع السعودية في حوادث قتل المصلين الآمنين في بيوت الله وفي المساجد ولولا عدوانها على اليمن لما تكشفت الكثير من الحقائق أمام الرأي العام وأمام النخب الثقافية والإعلامين وما كان لنا أن نجد كاتبا أو سياسيا يتحدث عن ضلوع السعودية في تفجيرات سيناء الأخيرة وفي ذلك إشارات واضحة على أن الباطل أصبح يكشف عن كوامن نفسه ودخائل أخلاقه وثقافته وبدأ يعلن عن باطله وهو بمثل ذلك يسعى إلى الافصاح عن صورته الحقيقية صورة باطله الذي ظل زمنا غائبا عن الناس وعن تناول الإعلام والنخب الثقافية وإشارات ذلك السقوط الثقافي والأخلاقي دالة على نهايات عقود وزمن وتؤشر على بداية آخر كما أنها تؤسس لزمن حضاري جديد.
لم تكن السعودية تتوقع أن تنهار صورتها في الوجدان العربي بهذا الانحدار المتسارع وهي تنفق الأموال الطائلة على وسائل الإعلام وتمتلك المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم وتحاول شراء الأقلام العربية والعالمية لتحسين صورتها وقد رأينا كيف جن جنونها وهي ترى كيف تعامل الإعلام اللبناني في بيروت مع عاصفة حزمها وكيف تجاوز سفيرها في بيروت حدود اللياقة الدبلوماسية ليكون تعبيرا فاضحا عن حالة السقوط التي بدأت تعلن عن نفسها بيانا لباطل هي عليه وإيذانا ببين هي مقدمة إليه.
لا ننكر أننا في اليمن دفعنا ثمنا باهضا بالنيابة عن الأمة كلها في فضح هذا الباطل الرجعي المتخلف والمدمر الذي تقوده دول النفط في الخليج وعلى رأسها السعودية والحقيقة التي يجب الوقوف أمامها أننا قد دفعنا ضعفه ضمنا في حالة اللا استقرار وفي عمليات التفجيرات التي استهدفت الجيش والأمن والحجر والبشر ولم تسلم منها حتى المساجد والأسواق والتجمعات في كل مكان بمعنى أوضح لقد كانت الحرب قائمة وبصورة ضمينه وتحت أسماء وهمية وكل الذي تغير أن السعودية ومن تحالف معها جاهرت بالحرب ولم تضف شيئا جديدا سوى الوضوح والعلانية ليكشف الله باطلها ورجعيتها وليعلن على ملأ نفاذ صبره على الأنظمة التي تعيث في الأرض فسادا وليقول للناس إن نصر الله قريب من المتقين وأن الباطل في خذلان.
 

قد يعجبك ايضا