لحظة يا زمن..حوار مجانين
ذهبت إلى الدكتور شاكيا: يا دكتور .. أنا أسامي نفسي كثيرا هذه الأيام.
وقبل أن أكمل الشكوى وسؤاله عن العلاج.
بادرني مقاطعا:
الأمر يا هذا .. عادي وفوق العادي جدا.
لست الوحيد الذي تهادر نفسك بل كثيرين غيرك يهادرون أنفسهم .. فربما أنك غافل بأننا نعيش في زمن العولمة أو كما قال الزميل منصور هائل زمن الغولمة بالغين وليس بالعين أو بالأحرى عصر الغبن وعولمة الجنون.
واصل الدكتور حديثه:
اقتلبت المفاهيم .. ودخلنا عوالم غريبة من الجنون المعلب .. إلى الجنون المفتوح.
توقف قليلا .. وساد الصمت بيننا .. فاعتبرت الأمر ايذانا منه لأشرح له حالتي .. فقلت له:
يا دكتور وايش دخل العولمة والقصص التي تحكي عنها .. أنا يا دكتور مسحور.
انتفض من فوق كرسيه وقبض بإحدى يديه على شعره خلت الأمر حينها .. وقد علت وجهه ملامح غضب مكبوت وعينيه ثابتتان على وجهي.
أعاد يده .. فوق الطاولة وتململ بجسده فوق الكرسي.
شعرت حينها بأن الدكتور سينهض من الكرسي وسيتوجه نحوي في معركة شجار.
بعد برهة طويلة .. وانقطاع الكلام بيننا .. عادت ملامحه هادئة متأملة .. أطرق قليلا وقال:
أعد لو سمحت وببطء .. كلمة مسحور .. تبينت جيدا .. أنه جاد في طلبه.. وحينها اكتعبنت الكلمات في رأسي .. ولم أعرف هل أؤكد له الكلام أو .. لا أدري ماذا أقول.
أعاد الكلمة .. وبهدوء .. وكأنه يكلم نفسه .. لا يكلمني أنا .. بالتأكيد ما دمت تقول أنك مسحور وحتى لو تقولها صدقا أو كذبا: فأنت مجنون بالفعل .. وأنا الآخر مجنون أكثر منك.