(قوط ممالك النفط الخليجية في معركة اليمن )
قديما كان العرب يطلقون على مواطني المملكة السعودية قبل ظهورها أهل نجد والحجاز وتم تسمية كافة الشعب بأسم أسرة تحكمهم وبالنظر الى تاريخ صحراء العرب وهي المنطقة التي تعيش فيها دول الخليج النفطية والتي بدءت مسمياتهم مع بدايات ظهور النفط .
وهذه من المفارقات العجيبة أن تظهر هذه الدول مع ظهور النفط ويتوقع لها أن تزول بزوال النفط أيضا وهذا الزوال بدأت إشاراته ودخولها مستنقع وفوضى الربيع العربي في معركة اليمن وبارادة مليكها الذي يتسم بالغباء المفرط واختياره المرتبك المهزوز بحسابات مملؤة بالغرور والغطرسة النفطية .
.
فقد أعلن الملك سلمان ال سعود رسميا بنفسه وهو أبن الملك المؤسس دخول الأسرة الحاكمة التي يصل عددها أفرادها الى أكثر من 7 الاف أمير مراحل السقوط السريع ليصبح أخر ملك أضاع مملكة أبيه المؤسس فمراحل السقوط لهذا الحكم بدأ فعليا عند أول قذيفة أطلقت من على طائراته نحو اليمن وفي عملية توصف في قوانين ولوائح ودساتير الدول والمنظمات وصف يطلق عليه الاعتداء أو العدوان الغبي مهما حاول البعض تزيينه بمساحيق تجميلية ليضاف عليه مشروعية العدوان أو مشروعية الأعتداء وهي سابقة خطيرة في أن يذهب ملك ومن خلفه ملوك ورؤساء بلغ عددهم عشره الى قتال وحرب دولة واحدة لمجرد نوايا أو تهيأت دون أن يستطيع أحد منهم مراجعته ووقف تهوره وأندفاعه للهاوية ودفعهم جميعا معه وقد يبدو لقارئ يقرأ التاريخ مستقبلا أن تلك الدولة التي تم محاربتها تمتلك من الأساطيل المرعبة التي جعلت هذا الكم الكبير يحتشد لقتالها وهي الصدمة التي سوف يتفاجأ بها أي قارئ في المستقبل عن محدودية هذه الدولة التي تدعى اليمن.
.
فأن تذهب لحرب هذه الدولة وتقتل شعبها لمجرد أن لديك تهيؤات أو شعور بأن هناك نوايا وعدم شعورك بالطمأنينة من فئة في هذه الدولة ذات السيادة وهي لم تعتدي ولكن أعتدي عليها وأن تقود دولا أخرى وتضعها في تحالف دون أن تلقي بالا لأي مسؤلية ومحاكمات جنائية دولية سوف تلاحق دول هذا الحلف وفق شريعة الغاب .
.
لم تسقط المبادئ والاعراف الدولية وإن بدأت متواطأة في هذا الوقت القصير الذي شارف على الإنتهاء فهذا التواطأ هو بالأصل تم تعمد حدوثه لتواجه هذه الأنطمة المصير الذي رسم لنهاية مملكة وممالك حكمت عقد من الزمن في معركة اليمن .
.
ونعتقد بأن على أهل نجد والحجاز البدء في رسم ملامح مستقبل وطنهم الجديد وتشكيل نظامهم القادم كان جمهوريا أو ملكيا هذا لا يعنينا كدول غربية .. فسوف يحترم إرادتهم وأختيارهم العالم كشعوب ظلت تحت هيمنة وتسلط أسر بعقود تستنزف مواردهم وخيراتهم ويلقى إلى هذه الشعوب الفتات اليسير من بقايا فضلات طاولة الأمراء الذين يسيطرون على كافة ثروات الأرض وسيتم دعمهم كما تم دعم الشعوب الأخرى التي خرجت للتغيير في دول الشرق الاوسط.
.
قد يتبادر الى ذهن البعض أن هذا ضرب من الخيال .. ولكن من لا يقرأ الأحداث الحالية ويربطها منذ بداية المخطط لرسم شرق أوسط جديد إنطلق من البيت الابيض في بدايات الثمانيات وأعتبر الفصل الاول في هذا المخطط هو منذ بدايات الحرب العراقية الايرانية والتي تم تمويلها ودعمها من أموال وخزائن دول النفط الخليجية وأيضا معالجة تبعات هذه الحرب من نفس الخزائن وما حدث لهاتين الدولتين بداية بسقوط ايران تلاها مباشرة ولنقل في نفس الوقت دخول العراق مراحل السقوط التي إمتدت لسنوات وعلى مراحل متتالية حتى أسقط فعليا وأيضا بتمويل وخزائن دول النفط الخليجية وبعدها سلمت العراق لأيران وشيعة العراق التي تحاربهم الأن في اليمن بدعوى وقف تمدد الشيعة لاحظ هنا هذا التناقض في الخطاب السياسي للتبرير الذي سنأتي عليه لاحقا في مسببات معركة اليمن .
.
فقد جاءت بدايات الفصل الثاني التي حملت عناوينة ما يسمى الربيع العربي ونذكر هنا أيضا أن التمويل من دول النفط الخليجية التي مولت حروب العراق ضد أيران .. وكما أسلفنا بأنهم وسلموا العراق لأيران وشيعة العراق فقط هم أدوات مالية تنفذ ما يملئ عليها من الحكام الفعليين القابعين في ردهات البيت الابيض الذي سعى الى تشكيل هلال شيعي (ايران – العراق – سوريا – لبنان ) يقابله هلال سني ( ليبيا- مصر – السودان – اليمن ) وهو جوهر هذا الفصل في كتاب الفوضى الخلاقة وشرق أوسط جديد .
.
على أن يأتي الفصل الثالث ليكون من نصيب الدول التي تقع بين دول الهلال الشيعي والسني وهو ما يعرف بالوهابية (دول النفط الخليجية) وهذا الفصل تنبأ به الكثير من الخبراء والمحليين بأن دور دول الخليج قادم لا محالة فقط كانت المسألة هي مسألة الوقت المحدد للبدء في تنفيذ الفصل الثالث الخاص بالاسرة الحاكمة في السعودية وملوك وأمراء دول الخليج الأخرى.
.
وهنا قد يراهن البعض على ما سيحدث للاقتصاد العالمي نتيجة انهيار دول النفط الخليجية واستحالة تح