البقعة الساخنة
منذ نحو أسبوعين بدأت المملكة الوهابية عدوانها على اليمن الشقيق وهو مستمر – حتى تحقيق أهدافه – بقوة دفع وهابية ذاتية حاقدة وبقوة إضافية منحتها قمة شرم الشيخ له وبمباركة صهيونية علنية له وبصمت أمريكي غربي مريب تجاهه ربما ستكشف الأيام القادمة أن الغرب وأمريكا شجعا ودفعا السعودية للعدوان وما حالة صمتهما الحالية إلا محاولة استكشاف النتائج وترقب ما ستؤول إليه الأمور.
استقرار اليمن وازدهاره تاريخيا هو آخر ما يهم بني سعود ولذلك فهو ادعاء كاذب ودفاع فاقد الشرعية عن الشرعية هو ادعاء ساقط وإعادة رئيس انتهت ولايته ومستقيل ويرفضه أهله في الجنوب قبل الشمال هو شأن داخلي وذريعة غير مقبولة يرفضها العقل والمنطق والقانون فما الذي بقي من أهداف العدوان غير تلك التي لم تذكر¿.
الأهداف الحقيقية للعدوان هي ذاتها أهداف العدوان الوهابي الخليجي الأعرابي على سورية والعراق ولا شيء سواها. دوافع العدوان والأطراف المحرضة والداعمة له في الحالتين أيضا هي ذاتها الصهيونية والغرب وأمريكا فمواجهة مشروع المقاومة هي الأس والأساس وكما لا تطيق أمريكا وجود قوى سيادية تحررية في المنطقة فإن أعراب الخليج لا يطيقون وجودها ليس فقط لأنها تحرجهم وإنما لأنهم يشعرون أنها تفضحهم وتهددهم وتلغيهم.
المشكلة إذا ليست فقط في الأعراب صنيعة الغرب وأميركا والصهيونية وإنما فيهم وفي الذي يحملهم – كأداة رخيصة – حمولات زائدة لا قدرة لهم على حملها وإذا كان المحرض والمستخدöم للأعراب قد امتلك شجاعة الإعلان عن مشروعه وأدواته فإن على الأداة أن تجيد الدور المسند إليها بما يخفي شيئا من فضائحها فتداريها لا أن تعلن الشراكة مع (إسرائيل) ثم تتحدث بالأمن القومي وبالعمل العربي المشترك الذي يصونه!.
الدور المدمöر الذي لعبته الوهابية وأخواتها في العراق وسوريا ربما لم يكسر حتى الآن ظهر الأعراب ومستخدميهم لكنه فضح اللعبة وأطرافها على نحو غير مسبوق وإن الدور الجديد المسند للزمرة الوهابية الإخوانية في اليمن سيكون الفخ الذي وقع فيه المستخدöم والمستخدم اللذان سيدركان معا في وقت متأخر ربما أن مشروع المقاومة استفاد وتقدم خطوات إلى الأمام مستغلا حسابات الحمولة الزائدة الخاطئة التي تنطح أصحاب المشروع الآخر وأدواتهم لحملها!.
* صحيفة الثورة السورية