انتصارنا بالحب
ربما هي مغامرة أو نوع من الحماقة أن تكتب عن الحب في زمن ينضح بالكراهية والدم وأصوات المدافع ورائحة البارود والموت.. والحرب.
طوبى للحمقى.. وطوبى للمحبين وطوبى لمن غامر وألقى شباك الحب في بحيرة الحياة غير آبه بما يصنعه « الأذكياء» من سدود الكراهية واشراك الموت بالحبال الزائفة.
صناعة الحب تغنى بها الكثيرون.. والكثيرون داستهم أنوالها وتروسها لكنهم لم يتركوا ما جبلت سواعدهم على صناعته.
فاستمروا في رحيلهم بعلم الوصول إلى عوالم الحب اجتازوا متاريس الحرب بأقدامهم العارية.. وفي صدورهم لوعة الاشتياق والحلم يملأ رؤوسهم باللقيا وكاسات الوصال.
ما الذي يضير البشرية في أن يحكمها مثل هؤلاء وهل من شروط «الذكاء» إدخال الناس في الحروب وجرهم إليها بالأكاذيب¿!
الحب هو الحياة.. والحرب هي الموت المجاني بايدي الذكاء السلطوي ذلك الذكاء الشيطاني الذي يبتدع المغريات الزائفة ليخوض الناس حروبا هم في الأصل يكرهونها.
لا شيء في الوجود بين الأرض والسماء يبيح قتل الشعوب الآمنة المسالمة..
«كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» هذا محمد نبي الرحمة المهداة مبدد ظلام الجاهلية وأعظم صناع الحب في تاريخ البشرية..
القرآن الكريم وكل الكتب السماوية أجمعت فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك.
أحبوا بعضكم وكونوا عباد الله إخوانا.
هل تنتهي صناعة الحب أم أنها انتهت في هذا العصر المحكوم بمعادلات الثروة والقوة المجردة من العاطفة¿..
هذه المعادلات أغوت كثيرا من اللحى المتهالكة فأصدروا فتاوى باسم الدين تجيز القتل والتدمير وإهلاك الحرث والنسل.. هلا أفتوا بما هو خير¿!
وقبلها اغوت هذه المعادلات نفسها أقلاما تدعي إنسانيتها فانطلقت تسبح باسم الحرب وشياطينها المردة..هلا استجابت لمنطق التاريخ الذي لا ينسى ولا يسامح¿! .
لن أنساق إلى خطاب الكراهية والحرب أنا من شعب صنع الكثير من الانتصارات بالحب والحكمة والصبر والتضحية انتصارنا سيكون بالحب ..
لسنا جبناء ولن نعتدي على أحد وكما نصنع الحب لن نجني سوى الحياة الكريمة على أرضنا العزيزة أما صناع الموت فلن يحصدوا غير الموت ولن تحتويهم أي أرض ولن ترحمهم سماء.