ن …..والقلم..أصوات تخيف !!
هكذا كتبت العبارة (( زهرة الجبل )) في الفيسبوك وفي حسابها , فاجتاحني الألم بلا حدود ,وزهرة الجبل هو اسم مستعار لزميلة عزيزة ورائعة في عدن التي نحب ونهوى , كما هوى أهلنا , وأحبوا , وعشقوا , وتربوا , وناموا آمنين في حضن عدن التي احتضنت علي العرشي , الذي عاد إلى صنعاء بعد العام 90 وباع بيتهم القديمة , وعاد إلى حضن حبيبته عدن وان أردتم ما يؤكد العشق فاعلم وان والدة أستاذي يحيى العرشي من عدن , وان سألتم عن حكاية العشق بين اليمنيين وعدن فاسألوا أمين مغلس , مؤلف كتاب العشق العدني اسمه اليمن , من المداحج إلى صنعاء , علي العرشي قال لأحمد وهو الصديق الذي كان يوما مدافعا صلبا عن عرين نادي شعب صنعاء وقد قال لأبيه : ابق هنا , أجابه : وما الفرق اليست هناك هنا !! ,وحين تعرفت على بيت بعثر , بالصدفة اكتشفت أن والده كان صديق والدي ومن طريق الراهدة عدن تعز , ومثلما كان القاضي الوفي عبدالملك العمري صديق والدي الحميم في تعز , كان القاضي يحيى العمري صديق عمي هنا في صنعاء , وتشهد بذلك السائلة وديوان بيت القاضي المطل على قلب صنعاء , وان تقول زهرة الجبل أنها وابنتها الصغيرة تنتظران القصف المخيف ليلا , يكون على قلب صنعاء أن يتألم لخوف زهرة الجبل , وأنا روحي هناك مع الأهل في عدن في معاناتهم , أكرر أن اليمنيين معنيون بأن يعودوا إلى حضن أمهم اليمن , بلدهم اليمن , إذ لا مخرج آخر إلا حضن الخارج الذي يحارب من أجل مصلحته , وسيدرك الذين يهللون له الآن قريبا أن اليمنيين مالهم إلا بعضهم , حيث لا يستطيعون أن ينجروا إلى الصراع المذهبي , وهو الضمان أن يظل اليمن في القلوب موحدا , وان كان الخارج يقول بعدن لوحدها , والشمال لوحده , وحضرموت المدينة الدولة !!! , زهرة الجبل خائفة على الحاضر الذي هو هي والمستقبل التي تمثله ابنتها , وزهرة الجبل معجونة بحب هذه المساحة التي كنا نتمناها يمنا جديدا , متساويا في الحقوق والواجبات , لا فضل ليمني على آخر , والفضل فقط لمن يخدم بلده أكثر , ويحبه أكثر , ويضحي من أجلة أكثر , زهرة الجبل وكل الزهرات في اليمن يعانين من أجل وطن نحلم به , ولا نزال نتطلع إليه من بين الركام , ويكفي الاتصال الذي أجراه صديقي أحمد الحوثي أمس , قال : لقد قرأت موضوعك عن صنعاء , فتجدد حبي لليمن كله , وذلك النوع من الكتابات هو ما يؤلف قلوب اليمنيين , قلت : في هذه اللحظات علينا أن ننمي في نفوس أبنائنا حب هذا البلد الذي يعاني ويتألم , وسيجد طريقه في الأخير إلى المستقبل الذي ذهب من اجله الكثيرين , وخاصة من البسطاء الذين لا علاقة لهم بالسياسة العقيمة , ولا بالحسابات الضيقة , ولا بالربح من الخسارة , تحية من صنعاء لعدن , لروح زهرة الجبل العابق باليمن , أبدل الله خوفها طمأنينة , وانزل على نفسها السكينة , دعاء يردده كل اليمنيين المعجونين بتربة هذا البلد الطاهر , ويا عدن أنت في أعماقنا , حبا , ذكريات , عبق خطوات أهلنا , عشق أولادنا , لن أنسى علي الرويشان الذي تعرفت عليه في المستشفى اليمني الألماني , وأنا فضول بطبعي ارتاح للتعرف إلى الناس , كنت أسعف حفيدتي , فسمعت لهجته العدنية , فاقتربت منه , يعمل هو في النفط , تحدثنا عن أشياء كثيرة , وفي الأخير وبعد أن أنجزنا ما جاء كل منا لأجله , استأذن للذهاب , قلت : اسمك ورقمك ¿ قال : علي الرويشان , مواليد وتربية عدن ,ابتسنت فقط , فقد أكد المؤكد لم أفاجأ بل أحسست براحة تجتاح كياني , لمعرفتي أن عدن احتضنت اليمن , ولا تزال كما ظلت مدينة يمنية الهوى , ونريدها أن تظل كذلك , وعلى من لا يفهم أن يفهم , واللهم أحفظ اليمن.